جميلة هي روح الدعابة فينا نحن المغاربة… نخفف من وطأة مشاكلنا وواقعنا واكراهاته المركبة بقهقهات ونكت وضحكات عالية أحيانا قد تدمع لها عيوننا… فنتلمس عبرها شيئا من الراحة او لنقل بعضا من جرعات التعايش مع هذا الواقع.. وقبول تناقضاته المرة أحيانا…. العصية على الفهم والهضم خرى… وبكلمة، نحن شعب نكتة بامتياز خاص. لكن ان تطال هذه الدعابة جائحة ألمت بالناس هنا وهناك… وان تتحول روح النكتة الجميلة فينا الى نكتة بلهاء طائشة تتعمد الاضحاك واقتناص المقالب وملاحقة من اكتووا خوفا والما وفزعا عبر العالم بجائحة ما يسمى بكورونا…. جائحة لسنا بمنأى عنها… ولا نمتلك كل آليات صدها علما ان كل الآليات – رغم الحرص والتقدم الطبي الكبير لدول متطورة حقا- لم تنفع في القضاء عليها …. بل اننا لا نمتلك بنيات استشفاء كبيرة لإيواء مرضانا ان حطت رحالها عندنا لاقدر الله…. ان يكون تركيزنا، والموت يحصد الأرواح تلو الأرواح هنا وهناك، والأخبار العالمية والوطنية تترصد هذه الجائحة أين حطت من بلدان العالم ؟ وكم أصابت من خلقه ؟ وكم اقتنصت من ارواحه؟ امر فيه نظر… بل امر ينم عن خلل حقيقي يصعب تفسيره ويشي بخلط ممسوخ للمواقف …. وبالجملة، هول المصائب ان لم يوقظ فينا مشاعر التضامن الحقيقي النابع من قيم ديننا الحنيف …ويسمو بانسانيتنا … سيهوي بنا الى فلك الشامتين و اصحاب الضمائر الميتة و المشاعر المحنطة والعياذ بالله … إن الكوارث ايها الافاضل لا تحصين منها…. الا بفضل من المولى جل في علاه…. فهي من الثمانية التي عمت بأسبابها الورى …تماما كما المرض والفراق والموت …. فهل يستقيم المزاح امام وجع الردى ؟ ام تطيب الدعابة امام آلام المرضى ونحيب المكلومين؟!…. حبا بالله لنرتق في مشاعرنا وفي تعاملنا مع محن البشر ايها البشر ! حبا بالله… لنكن باخلاق سامية فنحن بجبلتنا نحب السمو والرقي …..ونستنكف عن الوضاعة كيفما كانت ولا نرى لها مسوغا مادمنا من طينة البشر ..والنقص عنواننا كبشر. جاري النشر… شكرا على التعليق, سيتم النشر بعد المراجعة خطأ في إرسال التعليق المرجو إعادة المحاولة