“بنتي تضيع ليا بسبب المعلمين، كانت هادئة ومجتهدة، ولكن بسبب العنف ديال المعلم والمعلمة تقلبات رأسا على عقب”، تقول والدة رحاب بألم كبير واصفة معاناة فلذة كبدها مع معلميها بمدرسة ابتدائية بتامنصورت نواحي مراكش، فيما يعلق والدها والدموع تغالبه “آش الربح عندي تنجح وتموت ليا، أنا بغيتهم غير يخلوها تسأنس بالتلاميذ وتندمج حتى تشافى”. بدأت قصة رحاب التلميذة بالمستوى الثاني ابتدائي بمدرسة عمومية، بعد توبيخا بعنف من طرف أستاذ مادة الأمازيغية مستعملا أنبوب غاز أو ما يسميه التلاميذ “التيو الأحمر”، فدخلت بعدها في انطواء شديد وانغلاق على الذات، بدأت تصاحبه أعراض تلعثم اللسان وضعف القدرة على التحكم الجيد في اليد، إلى أن انتهى بها الحال في وقت قصير بغرفة الإنعاش بمصحة خاصة في مراكش. الطبيب والمعالج النفسي الذي أشرف على وضعية رحاب الصحية، وبعد جلسات العلاج أخبر والديها أن حالتها صعبة وكان يمكن فقدان الطفلة لو تأخرا في نقلها إلى المستشفى. وأكد في شهادة طبية اطلعت عليها جريدة “العمق”، أنها أصيبت بمرض “الصرع” وذلك “بسبب ظروف التمدرس غير الملائمة”، والتي تتسم بالتسبب في “القلق وحالات الهلع” لدى التلميذة رحاب. المدرسة تزيد المعاناة وفي الوقت الذي اتسم الأب خيرا في المدرسة وطاقمها، ولم يتخذ أي إجراء قانوني ضد معلم الأمازيغية الذي سبق له تعنيف رحاب فقط لقولها “شلحة” بدل “أمازيغية”، حمل ملف ابنته الطبي وتوجه إلى الإدارة لإطلاعها على الوضع الصحي المستجد للطفلة، قصد تنبيه المعلمين والانتباه خلال التعامل معها، سيما وأنها مهددة بالتعرض لنوبات الصرع، وهو ما يقتضي عدم تعريضها للتعنيف أو التخويف، لكن ظنه خاب حيث تعرضت ابنته للتعنيف أكثر من مرة. والدة رحاب حكت لجريدة “العمق” قصة غريبة، تقول: “ذات صباح لما كنت ألبس رحاب ملابسها طالبتني بإلباسها سروالين اثنين، ولما سألتها قالت لي: “ماما سروال واحد ما تيحبسش عليا البرد”، فاستغربت من كلامها وألبستها ما تريد”. وتواصل الأم سرد الواقعة: “بعد أيام اكتشفت عن طريق صديقاتها أن المعلمة تعاقبها بإجلاسها أرضا خلف باب قاعة الدرس لما يزيد عن ساعتين”. خروقات و”إرهاب” والد رحاب في حديثه لجريدة “العمق”، أفاد أن المعلمة تدخل قسمها متأخرة باستمرار بسبب الانشغال في الحديث الجانبي مع زميلاتها بالمدرسة، وفور دخولها تضرب التلاميذ جميعا بدعوى أنهم قاموا بالشغب ولم يلتزموا الصمت أثناء خروجها من القسم. ويضيف أن المعلمة ذاتها ترغم التلاميذ في الربع ساعة الأخير من كل حصة على الاتكاء على الطاولة والنوم إلى حين رنين جرس الخروج. وأبرز أن مدير المدرسة رفض استقباله عقب تعرض ابنته للتعنيف من طرف زملائها في القسم، ومخاطبة المعلمة لها بعبارة “ما عندي ما ندير لك”، مضيفا أن المدير أمر الحارس بطرده من المدرسة وحرض بعض المعلمين على الاحتجاج ضده بدعوى أنه “يتهمهم بعدم القيام بواجبهم”. وأضاف أن “المعلمة تعمدت تعنيف ابنته أمام عينيه وهو ينتظر خروجها من المدرسة زوال اليوم ذاته الذي طرده المدير فيه”. لجوء إلى القضاء وعلمت جريدة “العمق” أن محامية انتدبتها الأسرة وضعت شكاية اليوم الخميس لدى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمراكش، كما طالب بإعادة الاعتبار لابنته أمام زملائها ومراعاة ظروفها الصحية التي تسبب فيها عنف معلميها، وتمكينها من إكمال دراستها في ظروف سليمة وقانونية. جاري النشر… شكرا على التعليق, سيتم النشر بعد المراجعة خطأ في إرسال التعليق المرجو إعادة المحاولة 1. المغرب 2. رحاب