تباينت وجهات النظر بين وزير التجارة والصناعة والاقتصاد الأخضر والرقمي حفيظ العلمي، ومهنيو التكنولوجيا، حيال موقع الرقمنة من النموذج التنموي، إذ طالبت الفيدرالية الوطنية لتكنولوجيات المعلومات والاتصال والأوفشورينغ بجعل القطاع الرقمي في قلب النموذج التنموي الجديد، وهو ما اعترض عليه الوزير، موضحا أن التنمية البشرية من يجب أن تكون في صلب النموذج الجديد. جاء ذلك خلال نشاط نظمته الفيدرالية الوطنية لتكنولوجيات المعلومات والاتصال والأوفشورينغ، حول “القطاع الرقمي في قلب النموذج التنموي”، أمس الأربعاء بالرباط. وانتقدت رئيسة الفيدرالية الوطنية لتكنولوجيات المعلومات والاتصال والأوفشورينغ سلوى قرقري بلقزيز، عدم تمكن المغرب من تعميم التكنولوجيات الحديثة بعد مرور عدة سنوات عن تطبيق استراتيجيات عدة حول الرقمنة، مشددة على ضرورة تحويل المملكة من دولة مستهلكة للتكنولوجيات إلى منتجة لها. وطالبت بلقزيز بجعل الرقمنة من أهم أسس النموذج التنموي الجديد، قصد تطوير المجالات الصناعة والفلاحية ومنظومتي الصحة والعدالة، متسائلة ما الذي ينتظره المغرب للإنطلاق رغم المجهودات المبذولة والملايير المصروفة على استراتيجيات الرقمنة؟ وشدد عضو الفيدرالية حسن بعيش على ضرورة استدماج التكنولوجيات الحديثة في القطاعات الحكومية، مع توفير المعلومات بين مختلف القطاعات بعد الانتماء للمشروع العالمي للحكومة المنفتحة، مطالبا بتعميم الرقمنة في المجال التعليمي، داعيا إلى استدماج التكنولوجيات الحديثة في سياسات الدولة. ورد وزير التجارة والصناعة والاقتصاد الأخضر والرقمي حفيظ العلمي، بكون التنمية هي من يجب وضعها في صلب النموذج التنموي وليس التكنولوجيا، موضحا هناك مجهودات بذلت في مجال الرقمنة بالمغرب، مشيرا إلى حجم التحديات التي تعترض المغرب في المجال، مشيرا إلى وجود خبراء وعلماء مغاربة يفوقون نظرائهم الغربيين في المجال التكنولوجي. ونبه الوزير إلى أن تحديات التكنولوجيات بالمغرب والعالم ككل، مشيرا إلى وجود استخدمين للتكنولوجيات الأول إيجابي والثاني سلبي، ممثلا لهذا الأخير باستخدام التكنولوجيا ت في نشر الأخبار الزائفة، مشددا على تحمل الجميع للمسؤولية فيما يقع. وأوضح المسؤول الحكومي أن الثروة اليوم تكمن في امتلاك المخزنات العملاقة للبيانات الرقمية وليس في النفط، مشيرا إلى تأخر المغرب في المجال التكنولوجي، داعيا إلى تغيير البراديغم، مع الانتباه لحجم المخاطر الموجودة بالقطاع، والعراقيل الموجودة حتى عند المتدخلين في القطاع. وتحدث المدير العام لسمارت إفريقيا لاسينا كوني عن قدرة المغرب في النهوض بإفريقيا في المجال التكنولوجي بعد الإنضمام إلى سمارت إفريقيا، موضحا أن المملكة تعد ضمن الأعضاء ال30 في المبادرة، التي يرأسها قادة الدولة المنخرطة فيها.