توفي بمدينة كلميمة الاتحادي لحبيب بالوك، أحد ضحايا سنوات الرصاص في عمر 97 بعد طول معاناة مع المرض. وكان الراحل قد حكم عليه بالإعدام غيابيا بتهمة المشاركة في أحداث مولاي بوعزة في 1973 التي عرفت تنظيم عمليات مسلحة ضد النظام بقيادة مجموعة بنونة. وبعد فترة طويلة من الهروب، ألقي القبض على لحبيب بالوك وهو متخفيا في منزله. وقد قضى إثر ذلك 11 سنة من الاعتقال خارج القانون في سجون سرية رهيبة من بينها الكومبليكس وأكدز وقلعة مكونة. وكان أصدقاؤه في محنة الاعتقال من “مجموعة بنو هاشم” يطلقون عليه لقب “مختطف الشرف”. وأصدرت المجموعة الاثنين بيانا تحكي فيه كيف أن الراحل “اختبأ في منزله قرابة سنة، حيث بنى غرفة لا يمكن للزوار اكتشافها. مضت شهور طويلة ويئس الدرك من مداهمة بيته، فأخذ حرية أكبر بمنزله خصوصا بالليل، بما في ذلك ممارسة حقه الشرعي مع زوجته، وكانت نتيجته حملا غير مرغوب فيه، بدأت علاماته تظهر. وهذا كان لا يعني إلا شيئا واحدا لا ثاني له بالنسبة إلى سكان المنطقة: امرأة حامل في غياب زوجها. لم يتردد الرجل الشهم المحكوم بالإعدام لحظة واحدة. بمجرد ما أخبرته زوجته، قرّر تسليم نفسه. كان الموت أهون عليه من تلطيخ سمعة أسرته”. وأضاف البلاغ معزيا أن الراحل توفي “بعد معاناته لسنوات عديدة من شتى الأمراض، وبعد أن ذاق مختلف أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، لم يكن أهونها ربطه إلى عمود معصوب العينين، وإيهامه بالقدوم على إعدامه رميا بالرصاص (…) مات بّا لحبيب ولن تموت خصاله. وعزاؤنا شجاعته وقدرته على المقاومة والتحمل وتشبثه بمبادئه التي كانت، طيلة سنوات الاختطاف المديدة، محفّزا لنا على الصمود في وجه الآلة القمعية الجهنمية المسلطة علينا”. وقد أفرج عليه في 1985 رفقة معتقلين من المجموعة في إطار مسلسل تسوية تدريجي لما صار يعرف بملف ضحايا الاختفاء القسري والإعتقال التعسفي. وكان الملك محمد السادس قد أعلن عن تأسيس هيئة الإنصاف والمصالحة في 2004 من أجل معالجة قضايا انتهاكات حقوق الإنسان من 1956 إلى 1999. وقد تمكنت الهيئة من تسليط الضوء على مصير المئات من الضحايا ومن تعويضهم بعد جلسات استماع عمومية عبر المغرب في إطار جبر للضرر الفردي والجماعي، رغم أن مصير بعض الحالات ما زال معروضا على المجلس الوطني لحقوق الإنسان. 1. الإعدام 2. سنوات الرصاص 3. لحبيب بالوك 4. مختطف الشرف