في كلمة له بمسجد النور المحمدي، واحتفالا بذكرى المولد النبوي الشريف، ذكر المفكر الإسلامي العلامة الدكتور مصطفى بن حمزة حديثا عن البدعة من منظور جديد يختلف تماما عما كان يتناوله من قبل كمعالجة لهذا الموضوع. أي: لقد بين حفظه الله بما لا يدع مجالا لشك بأن معالجة موضوع البدعة يمكن التطرق له من زوايا مختلفة. وما ركز عليه هذه المرة ردا على الذين يتهمون الأمة بأنها تقع في بدعة عندما تحتفل بذكرى المولد النبوي باعتبارهم يقعون في أخطر بدعة ابتليت بها الأمة وهي بدعة الجهل بالشريعة الإسلامية، وذلك لأن البدعة في المفهوم الشرعي ليست مقتصرة على معناها اللغوي، أي ليس كل ما حدث هو بدعة، ولو لم يكن الأمر يحتاج إلى تدقيق لما كتب العلماء المؤلفات الكثيرة في هذا الباب. والعلماء قد أجمعوا أمرهم بأن البدعة هي الطريقة المخترعة التي تضاهي الشريعة وتضايقها. وأما عما سوى ذلك فيمكن للناس أن يسنوا سننا وفقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجرمن عمل بها”. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الناس على العلم ولم يتركهم يعمهون في الجهل والقول بدون دراية ومعرفة. كما أن كل الذين يتحدثون عن الإسلام دون علم فهم متورطون في بدعة أخطر وهي بدعة الجهل. إن من أدلة هذا الجهل الجهل بباب كبير في أصول الفقه يقول العلامة وهو باب التروك النبوية.. أي إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفعل كل شيء، وقد ترك أشياء كثيرة وفعلها الصحابة من بعده. فلم يجمع المصحف، مثلا، في حين جمعه الصحابة الكرام، كما لم يأكل لحم الضب وقد أكله الصحابه كما فعل خالد ابن الوليد ولم يقل له أحد بأنك أتيت بدعة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأكل لحم الضب. يرى العلامة بن حمزة بأن للخروج من هذا المأزق لابد من المعرفة، وهي السبيل الأوحد الذي يقي الأمة من عاهة القول بدون علم وبالتالي اجتناب الفتن والتفرقة.