أفاد مصدر مسؤول لجريدة “العمق”، أن سلطات جهة الشمال ترفض التحركات التي تقوم بها سلطات سبتةالمحتلة، ومعها بعض المواقع الإخبارية، بهدف “ممارسة الضغط والتضليل” في ملف فتح المعبر الحدودي باب سبتة، من خلال الإعلان بشكل منفرد عن تاريخ إعادة فتح المعبر في تاريخ 18 نونبر الجاري، وهو اليوم الذي يصادف ذكرى الاستقلال بالمملكة. وأفاد المصدر أن سلطات سبتة “تحاول اختلاق أحداث وهمية مرتبطة بممتهني التهريب، مثلما وقع اليوم الخميس بمعبر سبتة من خلال فيديو تم توثيقه بمقربة من العناصر الأمنية الإسبانية، والذي يروج لحادث هجوم في صفوف ممتهني التهريب على المعبر الحدودي”، موضحا أن “الزخات المطرية التي عرفتها المنطقة دفعت ممتهني التهريب المعيشي للاختباء والاحتماء بآماكن آمنة”. وأوضح المصدر ذاته، أن “التاريخ الذي تروج له السلطات الإسبانية من خلال إعلامها المحلي، مجرد وسيلة لامتصاص غضب لوبيات التهريب بسبتةالمحتلة، وأن السلطات المغربية جارية في استكمال الأشغال التي يعرفها المعبر، وكذا تجهيزه بكافة الشروط الأمنية واللوحيستيكية، ضمانا لسلاسة المرور وحماية لسلامة العابرين، وبالتالي لا تاريخ محدد سلفا لإعادة فتح المعبر دون استيفاء هذه الشروط المتفق عليها بين الجانبين”. تزامنا مع إغلاقه.. والي جهة الشمال وعامل المضيق يزوران معبر سبتة اقرأ أيضا وأضاف المصدر المطلع، أن السلطات المغربية “ترى أن الأسلوب التي تتبعه السلطات الإسبانية بالمدينة المحتلة، ينم عن مدى الضغط المهول الذي تمارسه لوبيات التهريب بالمنطقة الصناعية، والذين أقدموا من خلال ممثليهم بغرفة التجارة، على ممارسة شتى أشكال الضغط سواء منها المؤسساتية أو تلك التي خرجوا من خلالها إلى الشارع العام للاحتجاج”. وأشار إلى أن ما سماه ب”ضغط لوبيات التهريب” جعل السلطات الإسبانية “تخدع مواطنيها وتضللهم بتحديد تاريخ لإعادة فتح المعبر من جانب واحد، إذ ما يفضح هذا الادعاء هو أن إعلامها الموجه عادة ما يؤكد أن إعادة فتح المعبر يكون نتيجة اتفاق بين الجانب المغربي والإسباني، غير أنه في هذه المرة ينسب قرار إعادة فتح المعبر إلى الجانب المغربي فقط”. وكانت وسائل إعلامية إسبانية بمدينة سبتة، قد أوردت أن معبر باب سبتة شهد مساء اليوم الخميس “اقتحاما بالقوة من طرف ممتهني التهريب المعيشي، خاصة من طرف النساء، بعد أن امتنعت عناصر الحرس المدني الإسباني عن اعتراضهم”، مشيرة إلى أن العشرات من ممتهني التهريب اقتحموا المعبر من الجانب الإسباني في اتجاه المغرب لحظة تساقط الأمطار بغزارة. وكان والي جهة طنجةتطوانالحسيمة محمد مهيدية، قد قام رفقة عامل عمالة المضيقالفنيدق ياسين جاري، الأسبوع المنصرم، بزيارة للمعبر الحدودي باب سبتة، تزامنا مع استمرار إغلاقه في وجه التهريب المعيشي، وذلك ل”تفقد سير الأشغال التي يشهدها المعبر منذ مدة، والوقوف على مدى سير وتقدم وتيرة الأشغال والدراسة الميدانية للأوراش الجديدة التي ستعرف انطلاقتها خلال الأيام القادمة". مصدر “العمق” أفاد أن المعبر الحدودي يعرف من الجانب المغربي مجموعة من الأوراش التي "ستجعل من بوابة باب سبتة معبرا حدوديا بمواصفات تخضع لكل شروط المراقبة الامنية المعمول بها بالمعابر الحدودية العالمية”، لافتا إلى أن والي الجهة وعامل المضيقالفنيدق، يسعيان من خلال هذه الأوراش الجديدة إلى "تسهيل وتيسير انسيابية المرور خاصة خلال فترات الذروة وباقي أيام السنة". يُشار إلى أن المديرية العامة لإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، كانت قد قرر تنقيل مسؤولها الجمركي الأول بالمعبر الحدودي باب سبتة، الآمر بالصرف طارق اليونسي، إلى ميناء طنجة المتوسطي، وتعويضه بنجيب الأحمدي المسؤول الأول بالميناء المتوسطي، وذلك بعد أيام قليلة من حادث تعرض أحد أفراد الجمارك بالمعبر ذاته لاعتداء من طرف أحد ممتهني التهريب. إدارة الجمارك تقرر تنقيل مسؤولها الأول بمعبر باب سبتة .. وهذا خليفته اقرأ أيضا جدير بالذكر أن معبر باب سبتة لا زال مغلقا في وجه التهريب المعيشي منذ 9 أكتوبر المنصرم ل"أسباب أمنية" عقب وفاة ضحية جديد من ممتهني التهريب المعيشي، حيث قررت السلطات المغربية والإسبانية تأجيل فتحه للمرة الثانية، بعدما كان مقررا فتحه يوم 28 أكتوبر الماضي، ثم يوم الإثنين 4 نونبر الجاري. وفي نفس السياق، كشف أحد ممتهني التهريب المعيشي بالمعبر في حديث لجريدة "العمق"، أن آلاف الشباب والنساء ينتظرون بشوق إعادة فتح المعبر، مشيرا إلى أن إغلاقه تسبب لهم في ركود اقتصادي وأزمة مادية خانقة، داعيا سلطات البلدين إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية قبل اتخاذ أي قرار. وأوضح المتحدث الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن أباطرة التهريب أوقفوا عملية تزويد ممتهني التهريب المعيشي بالسلع من أجل دفعهم لخوض احتجاجات، قصد الضغط على السلطات المغربية للتراجع عن قرار منع تهريب اللوز الذي يعتبر من بين أهم المواد الغذائية ربحا في عملية التهريب. غادر المدرسة ليُعين أسرته .. الفنيدق تودع “شهيد معبر الموت” (فيديو) اقرأ أيضا وكان المدير الإقليمي للجمارك والضرائب غير المباشرة بتطوان، حميد حسني، قد كشف أن الاستراتيجية الجديدة التي اعتمدتها إدارته في محاربة ظاهرة التهريب عبر باب سبتة، مكنت من تحقيق نتائج إيجابية وفورية، مشيرا إلى أن عدد ممتنهي التهريب المعيشي الحدودي بباب سبتة تقلص من 30 ألف إلى 8 آلاف شخص خلال سنتين 2018/2019. وأوضح حسني في رده على سؤال جريدة "العمق" خلال يوم دراسي بداية أكتوبر الماضي حول "الاقتصاد الحدودي وأثره في التنمية المحلية"، أن الإحصائيات التقريبية التي قامت بها إدارة الجمارك بتنسيق مع سلطات عمالة المضيقالفنيدق، كشفت أن العدد الأقصى لناقلي السلع عبر معبر "طرخال 2" يبلغ 4000 رجل ونفس العدد بالنسبة للنساء. باحثة: التهريب يدمر المنطقة الشمالية وينمي عقدة النقص لدى المغاربة اقرأ أيضا وارتفعت مؤخرا النداءات المطالبة بإيجاد حل نهائي لمعاناة ممتهني التهريب المعيشي بباب سبتة، بعد تزايد حالات الوفيات في المعبر خلال الآونة الأخيرة، كان آخرها وفاة شاب من مدينة الفنيدق في العشرين من عمره، جراء سقوطه من منحدر بالمعبر، ما أثار موجة غضب في صفوف نشطاء حقوقيين وإعلاميين بالمنطقة. ويسجل معبر باب سبتةالمحتلة، عددا من الحوادث المميتة المتعلقة بالتدافع جراء الازدحام في صفوف ممتهني التهريب المعيشي، وهو ما يثير استنكارا حقوقيا واسعا، وسط مطالب بتدخل السلطات المغربية والإسبانية لتنظيم المعبر، فيما نوقشت القضية مرارا داخل البرلمانين المغربي والإسباني. 1. إسبانيا 2. التهريب المعيشي 3. المغرب 4. سبتة 5. معبر سبتة