تساءل كثيرون عن الكلمة التي دفعت بوزارة الخارجية المغربية إلى إصدار بلاغ ضد صلاح الدين مزوار ووصف تصريحه ب”المتهور والأرعن”، ما دفع هذا الأخير إلى الاستقالة من منصبه كرئيس للاتحاد العام لمقاولات المغرب. وقال مزوار في مؤتمر دولي عقد بمراكش، “ما أريد أن أقوله هو أن المغرب العربي يعيش تحولات بنيوية تحمل الأمل. وما ألاحظه في الجزائر يحمل الأمل. فعكس ما يعتقده الكثيرون، فإن الجزائر لن تعود إلى الوراء، وبالتالي فإن السلطة العسكرية سيكون عليها أن تقبل تقاسم السلطة”. وأضاف قائلا” “فحل الإشكالية التي تعيشها الجزائر اليوم هو هي ان يتم جر السلطة الجزائرية على قبول حل تقاسم السلطة. ولكن عليه أن يقبل بالتفاهم مع أولئك الذين شن عليهم حربا داخلية لمدة 10 سنوات، لأنها هي إحدى القوى النادرة المنظمة التي ما زالت في الجزائر. جميع التنظيمات السياسية التاريخية تم رفضها بشكل بنيوي وجذري من قبل المواطنين الذين نزلوا إلى الشارع”. وأوردت وزارة الخارجية المغربية في بلاغ لها، إن "حكومة صاحب الجلالة تشجب هذا التصرف غير المسؤول والأرعن والمتهور، لصلاح الدين مزوار رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، الذي اعتقد أنه يتعين عليه التعليق على الوضع الداخلي بالجزائر خلال مؤتمر دولي منعقد بمراكش". وأضافت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ، أن هذا التصريح أثار تساؤلات على مستوى الطبقة السياسية والرأي العام بخصوص توقيته ودوافعه الحقيقية. كما شددت على أن الCGEM، “لا يمكن أن يحل محل حكومة جلالة الملك في اتخاذ المواقف بشأن القضايا الدولية وخاصة التنمية في هذا البلد المجاور”، مضيفة أن موقف المملكة المغربية حول هذا الموضوع هو “واضح وثابت”. وخلص البلاغ إلى أنه “والواقع، أن المملكة المغربية قررت التمسك بنهج عدم التدخل إزاء التطورات بالجزائر. إن المغرب يمتنع عن أي تعليق بهذا الخصوص. فهو ليس له أن يتدخل في التطورات الداخلية التي يشهدها هذا البلد الجار، ولا أن يعلق عليها بأي شكل كان”.