قالت الباحثة والأستاذة الجامعية زهرة الخمليشي، إن الدولة المغربية لو كانت تحترم مواطنيها لرفعت دعوى قضائية ضد إسبانيا بسبب التداعيات السلبية لما يقع بمعبر سبتةالمحتلة على أرواح وصحة المغاربة، مشيرة إلى أن سيادة الدولة والمجتمع تتقوى عبر الحدود وبالتواصل مع المناطق المجاورة، وفق تعبيرها. واعتبرت الأستاذة الجامعية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في مداخلة لها خلال يوم دراسي حول “الاقتصاد الحدودي وأثره في التنمية المحلية”، مساء أمس الجمعة بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بمدينة تطوان، أن التهريب ينمي في المغاربة عقدة النقص تجاه الآخر، ويرسخ في وعي المواطنين أن المنتوجات الإسبانية التي تدخل من سبتة هي الأفضل في الجودة من نظيراتها المغربية. وأشارت إلى أن التهريب المعيشي هو “نشاط مدمر للمنطقة الشمالية نظرا لتسببه في إغلاق مقاولات ومنع إنشاء أخرى، وتأثيره على صحة المواطنين باعتباره غير خاضع للرقابة ويمر في ظروف غير سليمة”، لافتة أن هناك موادا مهربة انتهت صلاحيتها وتمر في ظروف سيئة، وأخرى يمنع نقلها دوليا مثل الأدوية، كما أن التهريب تسبب في تلاشي عدد من التقاليد الاقتصادية التي كانت تميز المنطقة الشمالية مثل الطرز الفاسي. وطرحت الخمليشي في هذا الصدد عدة أسئلة، قائلة: “ماذا نُسوِق للآخر عبر الحدود؟ كيف لا يُسمح للمغربي مهما كانت قيمته بالعبور عبر معبر باب سبتة ولماذا يتم استنطاقه، مقابل السماح لأطنان من البضائع بالدخول رغم خطورتها الصحية والثقافية والاقتصادية؟ ماذا نصدر للآخر؟ نصدر الطاقة وقوة العمل.. هل أصبحنا عبيدا وسوق نخاسة؟ أين هي سيادتنا كمغاربة؟ هل حمت الحدود سيادتنا؟”. وأوضحت المتحدثة أن الإحصائيات الاقتصادية تكشف أن مستوى الإنتاج والتشغيل بإقليم تطوان والمدن المجاورة له جد هزيلة، قائلة: “لا توجد هوية شمالية ومغربية نفتخر بها أمام الآخر، ولا توجد تجارة حدودية في الشمال بل تهريب حدودي يتم في السوق السوداء وخارج القوانين ولا تستفيد منها الجمارك وخزينة الدولة، وأزيد من10 ملايين يخسرها المغرب يوميا بسبب باب سبتة”. وتساءلت عن الأسباب التي تمنع المغرب من هيكلة التجارة عبر المناطق الحدودية، والتي ستمكن إعادة الاعتبار للشماليين والمغاربة عموما، وستقنن العمل وتحفظ حقوق العمال وتوفر مداخيل لخزينة المنطقة والجهة والدولة، مردفة بالقول: “نتمنى أن تكن هناك إرادة سياسية قوية للنهوض بإقليم تطوان وهيكلة القطاع عاجلا حتى نستفيد من عوائده وضرائبه الجمركية، وأن تكون للدولة الجرأة لمنح التسهيلات الكافية للشباب للتشغيل الذاتي وتشجيع الكفاءات المحلية والتكوين”. وترى الأستاذة الجامعية أن “أحسن تنمية هي فك الارتباط مع الآخر”، مشيرة إلى أنه “طالما أننا لا يمكن أن نقف على أرجلنا ونعتمد على طاقاتنا وأفكارنا ومواردنا، فلن يعطينا الآخر إلا الفتات، والمستثمر الأجنبي يأتي ليراكم الأرباح وتاريخ الرأسمالية معروف في استنزاف دول العالم الثالث وليس تنميتها، وفق تعبيرها. إلى ذلك، اعتبر المدير الاقليمي لوزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي عز الدين العزاوي، أن التهريب المعيشي بالمغرب واقع يفرض نفسه، مشيرا إلى أنه “تهريب غير احترافي يهم بالأساس المنتوجات الاستهلاكية اليومية المنزلية والغذائية التي تباع بأسعار مناسبة في نظر البعض”. وأشار في مداخلة له خلال نفس اللقاء، أن الخزينة العمومية للمغرب تفقد موردا مهما بسبب التهريب الحدودي بمعبر سبتة، ما ينعكس على مشاريع وأنشطة السلطات العمومية، لافتا إلى أن التهريب يعرقل تحديد الأسعار ويؤثر على الكتلة النقدية ويساهم في انتعاش السوق السوداء ويتسبب في القضاء على الصناعات الناشئة، حسب قوله. يُشار إلى أن هذا اللقاء الذي نظمته غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجةتطوانالحسيمة، شهد أيضا مداخلات لكل من رئيس الجماعة الحضرية لتطوان محمد إدعمار، والمدير الإقليمي للجمارك والضرائب غير المباشرة بتطوان حميد حسني، والمدير الاقليمي لوزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي عز الدين العزاوي، والنائب الأول لرئيس الغرفة الجهوية للتجارة والصناعة مصطفى عبد الغفور، إضافة إلى الأستاذة الجامعية زهرة الخمليشي. 1. إسبانيا 2. التهريب المعيشي 3. الحدود 4. المغرب 5. باب سبتة 6. تطوان