دعا الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، إلى مبادرة على الصعيد الأممي تقدم بشراكة مغربية-إسبانية للتدريس في إطار التنوع، مؤكدا على أنه لا يمكن العيش في هذا العالم من دون معرفة حقيقية بالآخر والاعتراف بإسهاماته. جاء ذلك في كلمة له خلال لقاء علمي نظم بمدينة ألميريا الإسبانية حول موضوع «التلاميذ المغاربة في إسبانيا الفرص والتحديات» يوم الجمعة 27 شتنبر 2019، أكد فيه بوصوف على أهمية التربية في إطار التعدد من أجل مواجهة مشاعر الكراهية والعنصرية والتطرف والإسلاموفوبيا التي تجتاح العالم. وشدد بوصوف على أن التربية في التعدد لا يجب أن تقتصر فقط على تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية للأطفال المغاربة ولكن التدريس في التعدد هو تقديم معرفة حقيقية عن الآخر والاعتراف بثقافته في البناء الإنساني وقيمته المضافة في المجتمع الذي يعيش فيه، وليس تقديمه في المناهج الدراسية في طابع فلكلوري ما هو الحال عليه الآن في أوروبا. كما نوه بوصوف بمثل هذه المبادرات التي تدخل ضمن المنتدى المغربي الإسباني الذي أطلقته مؤسسة الثقافات الثلاث مع مجموعة من الجمعيات والمؤسسات المغربية، والذي يدخل ضمن مبادرات تشجيع الحوار المشترك، معتبرا أن أهمية الحوار المشترك والانفتاح على الأخر يجب أن تخرج من طابعها النخبوي لدى المسؤولين والمثقفين لتجد مكانها في الأوساط الشعبية وفي صفوف الشباب. وإذا كانت المدرسة هي الفاعل الرئيسي في التربية على التعدد وهي مكان تلقين المعرفة، إلا أن دورها لا يستقيم من دون أن يلعب فاعلون آخرون دورهم في تعزيز ثقافة التعدد والانفتاح داخل المجتمع. وفي هذا الإطار يرى الدكتور بوصوف أن للإعلام دور فعال في التربية على احترام التعدد من خلال إعطاء المكانة الأساسية لكافة مكونات المجتمع والاهتمام بالمهاجر كمواطن داخل المجتمع له حقوق وعليه واجبات. واعتبر أن الإعلام الإسباني في علاقته مع المغرب يذهب عادة في الاتجاه المعاكس عبر تكريس صورة خاطئة ونظرة سلبية عن الأخر وبلده الأصلي، وهو بالتالي لا يعكس الموروث المشترك بين البلدين سواء في الماضي أو الحاضر، مما يجعله يهدم ما تبنيه المدرسة في التربية على التعدد. أما الفاعل الثاني المحوري في التربية على التعدد فهو الفاعل السياسي، بحيث يقول الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج إنه من الصعب الحديث عن التربية في التعدد من دون أن تتم مرافقها بخطاب سياسي يدعو إلى التعدد وإلى الانفتاح، وهو ما يتنافى مع الواقع الحالي المتسم بانتشار أفكار يمينية متشددة تعتمد على إقصاء الآخر والتخويف منه. وقدم بوصوف مثالا على ذلك بالخطاب السياسي لحزب فوكس الإسباني اتجاه المهاجرين، خصوصا في الأندلس التي حقق فيها نجاحا انتخابيا، الذي يتنافى مع الحقيقية بما أن جزءا مهما من الاقتصاد الأندلسي يساهم فيه المهاجرون المغاربة بشكل مهم، ونفس الأهمية نجدها في قطاعات أخرى مثل الصيد البحري، وكذا القطاع السياحي الذي يستفيد من المآثر التي خلفها الموروث المشترك. يشار إلى أن الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة تنظمها جمعية البيئة والتربية في ألميريا بتعاون مع مجلس الجالية المغربية بالخارج مؤسسة الثقافات الثلاث، عرفت مشاركة كل من مندوبة التربية والرياضة والمساواة والسياسة الاجتماعية والمصالحة في ألميريا، ماريا ديل كارمن كاستيو، والقنصل العام للمغرب في ألميريا خالد بوزيان، ونائب المندوب الحكومي في ألميريا مانويل ديلا فوينتي أرياس، ومدير التخطيط الاستراتيجي والبرمجة بمؤسسة الثقافات الثلاث أنطونيو تشافيز. 1. ألميريا 2. إسبانيا 3. العنصرية 4. الكراهية 5. بوصوف 6. مجلس الجالية