من المنتظر أن يعقد حزب الأصالة والمعاصرة مؤتمره الوطني خلال الفترة الممتدة من 22 إلى 24 من يناير الجاري، حيث يرجح متتبعون كفة إلياس العماري لتولي الأمانة العامة للحزب، في حين يعتبر آخرون أن توليه لهذا المنصب، سيكون بمثابة "استفزاز لعدد من القوى"، ولم يتردد العماري في الإفصاح عن نيته للترشح للأمانة العامة، إذ صرح لمجلة "جون أفريك" الأسبوعية، التي قامت بإنجاز (تحقيق-بورتريه) عنه، أنه في حال لم يرغب كل من مصطفى الباكوري وفاطمة الزهراء المنصوري الترشح، فإنه سيتقدم بترشيحه للمنافسة على المنصب. وفي السياق ذاته، ذكر حسن بنعدي، الأمين العام السابق للبام، في تصريح إعلامي، إن أحد قادة العدالة والتنمية قال له إنه إذا أصبح العماري أمينا عاما للبام، فإنه لا حاجة لتنظيم حملة انتخابية، في حين أكد عبد اللطيف وهبي، البرلماني عن حزب البام، في تصريح إعلامي، إن ترشح العماري انتقال من "الديمقراطية إلى العصبية القبلية". وأضاف وهبي في التصريح ذاته، أن الباكوري، الأمين العام الحالي، هو المرشح الذي ينبغي أن يصوت له الباميون في مؤتمرهم من أجل تجديد ولايته على رأس الحزب". العماري وقيادة الجرار في الولاية القادمة ذكر الرجل الأول في حزب الأصالة والمعاصرة لمجلة "جون أفريك"، أنه ينوي الترشح لرئاسة الحزب، خلال المؤتمر الذي سيعقده حزبه خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك إذا لم يرغب مصطفى الباكوري الأمين العام الحالي للحزب في الترشح لولاية ثانية "شخصيا، أود أن يستمر الباكوري في تسيير الحزب، وإذا لم يرغب في التقدم، أرى أن فاطمة الزهراء المنصوري العمدة السابقة لمراكش، مناسبة لتولي الأمانة العامة، لكن إذا رفض الإثنين ذلك سأتقدم بترشيحي" يقول المتحدث ذاته. وأشارت االمجلة ذاتها، أنه كيف ما كان الشخص الذي سيتولى رئاسة الحزب الذي له حظوظ كبيرة في الفوز في الانتخابات التشريعية القادمة، فسيكون بحاجة دون شك لمباركة سي الياس" تقول "جون أفريك". بنعدي: صعود العماري لقيادة البام "استفزاز لعدد من القوى" قال حسن بنعدي، الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، إن وصول إلياس العماري إلى قيادة الحزب سيعد "استفزازا لعدد من القوى"، مضيفا، "أحد قادة العدالة والتنمية قال لي، إذا وصل إلياس إلى أن يصير أمينا عاما للحزب، فإننا لن نحتاج إلى تنظيم حملة انتخابية"، يقول بنعدي في تصريح ليومية "أخبار اليوم". وأضاف بنعدي في التصريح ذاته، حول نية كل من العماري واخشيشن الترشح لتولي الأمانة العامة للحزب، بأنهما "رئيسان لجهتي مراكش والشمال، ويجب عليهما التفرغ لتسيير جهتهما، مثلما تفرغ حكيم بنشماش لرئاسة الغرفة الثانية"، مدافعا على استمرار الباكوري، أمينا عاما للحزب، "فالأحزاب كلها أجلت المؤتمر إلى ما بعد الانتخابات، في حين قرر "البام" عقد مؤتمره، لذلك يجب عليه التحلي بالحكمة لكي تستمر القيادة الحالية إلى ما بعد الانتخابات"، يقول بنعدي في تصريح "لأخبار اليوم". ومن جهة أخرى، وصف بنعدي ترشح مصطفى الباكوري، لرئاسة جهة الدارالبيضاء ب"الخطأ"، وقال "ومع ذلك، لا شيء يمنع المجلس الوطني للحزب فيما بعد أن يعطيه تفرغا". وأكد بنعدي، أنه أبلغ هذا الموقف إلى المعنيين مباشرة، سواء العماري أو اخشيشن، مضيفا: «أقول هذا الكلام، لأنني أومن بهذا المشروع، ومقتنع به، وأنا أول أمين عام لهذا الحزب، كما أومن أن هذا الطريق سيكون مخرجا للبلاد، وسينفع المغرب في المستقبل"، محذرا من أنه "إذا انتهى "البام"، وبقي في الساحة فاعل وحيد، فإنه سيتغول مع الوقت" يقول بنعدي في التصريح ذاته. العماري الرجل النافذ في البام "في بعض الأوقات أتساءل هل أنا تغيرت أم أن المغرب هو الذي تغير"يقول الياس العماري، المواطن القادم من احدى "الدواوير" الريفية، والذي أصبح رائدا في المجال السياسي بالمغرب، ويمثل بالنسبة للعديد من السياسيين المؤيد القوي للنظام الذي ناضل في شبابه للوصول لما هو عليه اليوم، -يقول- في تصريح للمجلة الأسبوعية "جون أفريك". "في صغري كنت أعتبر أن العالم يختزل في رجال الدرك، الذين كانوا يطلبون منا تنظيف القرية، حتى نتمكن من مشاهدة سلسلة "طارزان" على التلفاز، التي كانت متوفرة في المقهى الوحيد بالمنطقة، في ذلك الوقت كنت أحلم أن أصبح دركيا، حتى أسمح للناس بمشاهدة التلفاز دون تنظيف القرية" تقول جون أفريك. في سنة 1984 قاد العماري إضراب ما يعرف بأحداث الريف، حيث قمع بشدة من طرف قوات الأمن، حيث تم القبض على رفاقه، فيما هرب العماري الذي تنقل من الحسيمة إلى فاس مشيا على الأقدام، "استغرق ذلك 3 أيام" يقول في تصريح للمجلة، والذي لم يمنعه هروبه من الاستمرار في حراكه الطلابي، "حيث كان يتمتع بشعبية كبيرة مع الطلبة "اليساريين"، إذ استطاع بناء تكوين ثقافة سياسية وأثبت بالفعل عداءه الشرس نحو الإسلاميين تقول المجلة ذاتها. وتناولت المجلة في التحقيق/بورتريه ذاته، كيف التقى العماري الصديق المقرب للملك محمد السادس فؤاد عالي الهمة، وكيف أسسوا معا حركة لكل الديمقراطيين، ثم حزب الأصالة والمعاصرة، ليصبح بعد ذلك الرقم الأول في الحزب.