خلفت وفاة الطفلة “دعاء” ذات الأربع سنوات، بسبب لدغة عقرب ضواحي زاكورة، موجة غضب عارم على موقع “فيسبوك”، حيث أعادت هذه الحادثة المأساوية إلى الأذهان واقعة مصرع الطفلة “إيديا” والتي توفيت إثر نزيف دماغي، بأحد مستشفيات مدينة فاس، بعد أن تعذر تلقيها للعلاج بمستشفى تنغير الذي لم يكن يتوفر على جهاز "سكانير". واعتبر نشطاء وفاة الطفلة دعاء بسبب لدغة عقرب، عنوانا آخر ل”التهميش والإقصاء” الذي تعانيه ساكنة الجنوب الشرقي، مشددين على أن “دعاء” ضحية أخرى ل”انعدام الرعاية الصحية بأسامر”، محملين مسؤولية وفاتها لوزارة الصحة، التي اعتبروا “مستشفياتها بالجنوب الشرقي مجرد جدران واقفة بدون فائدة”. وفي هذا الإطار، قال ناشط أمازيغي يدعى “محمد ملوكي”، “ويستمر النزيف أبناء المغرب العميق اللاجئين في وطنهم الطفلة دعاء ذات الأربع سنوات تفارق الحياة بسبب لسعة عقرب أودت بحياتها أمس في الطريق إلى ورزازات نتيجة غياب وانعدام الأمصال والمضاد الحيوي للسموم في مستوصف سيت النقوب إقليم زاكورة”. وأضاف آخر يدعى، “يوسف أرزيز”، أن “وفاة الطفلة “دعاء” بسبب غياب مصل السموم هو إشعارٌ باستمرار الإقصاء والتهميش في حق أبناء الشعب المنسي، وفضح لكل ما يتغنى به المغرب من تطور وتقدم وحقوق الإنسان”. وبدوره، كتب محمد ابن تيزى، وهو ناشط سياسي بإقليم تنغير، “ملاك بريء…وجه صغير ملؤه الابتسامة الطفولية التي تنظر إلى الحياة بنظرة صغيرة كلها أمل ولعب ومرح قبل أن تزهق هذه الروح الطاهرة بلدغة عقرب سامة بقريةٍ من قرى اقليم زاكورة…تأملوا وجهها البريء وعينيها الصافيتين أيها المسؤولون ونحن معكم نتأمل بأسى وحزن.رحم الله الطفلة “دعاء” وصبَّر والديها..وإنا لله وإنا إليه راجعون”. غداة إطلاق حملة ضد لسعات العقارب.. عقرب تزهق روح طفلة بزاكورة اقرأ أيضا ومن جهته، دبج القيادي في جماع العدل والإحسان حسن بناجح تدوينة تحت عنوان “تحت عتبة الفشل”، قال فيها: “ليت الأمر توقف عند الفشل في تحقيق حد مقبول من مقومات التنمية والذي أصبح من ماهية المخزن التي لا يكتمل تعريفه إلا بها.. لكنه بكثافة وتوالي المظاهر المرعبة لكل ألوان الأفشال أصبحنا تحت عتبة الفشل، إذ أي قرار للتردي لنظام ما يزال أكثر من 30 ألف ( حسب الإحصاء الرسمي) من مواطنيه عرضة للذغات الأفاعي والعقارب، والأنكى أنه متهاون في توفير الأمصال الضرورية والكافية لتغطية كل المناطق المنكوبة، نعم أقول منكوبة أمام هول ما تعيشه من تهديد وخوف مزمن من خطر اللسعات السامة”. وأضاف بناجح في التدوينة التي أفرقها بصورة الطفلة “دعاء”، “وأمام التكرار السنوي الدائم لهذه الكارثة فإنه يحق اتهام السلطات ليس فقط بالفساد وإنما بجريمة عدم إنجاد مواطنين في حالة الخطر”. في حين كتب ناشط يساري يدعى أشرف ميمون “طز طز ياودي على الدولة باقي الناس كدموت بلدغة عقرب علاش؟ حيت مكينش المصل”. هشام البشري، وهو من أبناء زاكورة، مقيم بالولايات المتحدة، علق هو الآخ على وفاة الطفلة “دعاء” بلدغة عقرب، قائلا: “إذا كانت مدينة الفوسفاط (اليوسفية) تسمى بيتيمة المدائن كما قال الأستاذ نورالدين الطويليع، فإن مدينة زاكورة تسمى بيتيمة المغرب العميق، تهميش، وتفقير، وإقصاء ممنهج من طرف السلطة، فكيف يعقل أن لا يوجد بالمستشفى المركزي للمدينة مضادات للسعات العقارب”. وتابع البشري، في تدوينته على “فيسبوك”، “ذكرني موت الطفلة دعاء رحمها الله بطفولتي عندما لسعتني عقرب، وذهبت إلى مستشفى الدراق، ولم أجد أي أحد يقدم لي أي علاج، وبعدها ذهبت عند أخي الأكبر الملقب بالصابر، فشرح مكان اللسعة ووضع عليه بعد المواد الطبيعية من صنعه، فتجاوزت حررة السم بعد مدة طويلة، لولا رحمة الله وعطفه لكنت من ضحايا إهمال السلطات المسؤولة عن قطاع الصحة بالمواطنين”.