حلول موسم قطف الورود موعد لا توقعي مع الفرح. كعادتها في كل سنة من شهر ماي تحتفل ساكنة قلعة مكونة بموسم الورود ويتخد هذا الإحتفال عدة اشكال، وهذا الإحتفال يحيل بطريقة او باخرى، في ذاكرة الفلاح الصغير إلى كرنفال قطف الدراهم ، في هذه مرحلة يصبح فيها اكثر إهتماما بأرضه، وتربطه بها علاقة حميمة رابطها الاول والاخير هو الدرهم المقدس ، وتصبح الارض محبوبة الفلاح وتكون معطاءة اكثر من عطائه لها. حيث كانت منسية لفترة من الفترات. فمدخول الفلاح يرتفع في هذه الفترة من السنة، ففي الغالب يقوم بتسديد ما في ذمته من ديون السنة ويمنح لنفسه نوع من الحرية المسلوبة من طرف البقال بالاساس لان اغلبية الديون في العالم القروي يكون مصدرها البقال. وفي أحايين كثيرة يعيد بموجبها تأثيث منزله ببعض بالمستلزمات التي يرها في الاشهر الاخرى من السنة ثانوية والتي كان يراها حكرا على من لهم دخل قار، ويكون الفلاح كذلك اكثر إهتماما بالعمليات الحسابية، بحيث تصبح له دراية بثمن الغرام والكيلو ويفضل البيع لمن يكسب نوع من الثقة الإجتماعية. ومن الملاحظ ان اغلبية الفلاحين يتركون اعمالهم الاخرى و يتفرغون للورود و يحاولون حراستها من الايادي الخفية، التي تضيق عليه الخناق وتجعل فرحته الصباحية فاسدة. وبتراجع كمية الورود يعود فيها الفلاح نسبيا إلى وضعه الطبيعي وضع بعد ان كان يعيش نوع من البرجزة الوهمية، وتعلن عودته لاصله المدقع، وهنا يصبح الرجوع للاصل عنوانا مع إستحضار حربائية الزمن وتحضر فكرة ان لا شيء يدوم، يزيد البورجوازي من برجزته ويعود الفلاح إلى ما كان عليه.