استبعد أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، خالد يايموت، أن يكون لصعود حزب اليمين المتطرف “فوكس” المعروف بسياسته العدائية للمغرب، أي تأثير على العلاقات المغربية الإسبانية، مضيفا أن ذلك سيخلق نقاشا داخليا بإسبانيا فعلا لكن لن يؤثر على علاقات الرباط بمدريد. وفاز رئيس الوزراء الاشتراكي الإسباني “بيدرو سانشيز” الذي يوصف ب”صديق المغرب” في الانتخابات التشريعية من دون أن يحقق غالبية مطلقة، في وقت دخل حزب (فوكس) الإسباني اليميني المتطرف المعادي للمملكة إلى البرلمان للمرة الأولى في تاريخه بحصوله على 10,3% من الأصوات محرزا بذلك 24 مقعدا. وقال يايموت في حديث مع جريدة “العمق”، إن “العلاقات بين المغرب وإسبانيا في العشر سنوات الأخيرة، علاقات إستراتيجية أخذت صفة الثبات من ناحية تبادل المصالح”، مبرزا أنه “حاليا يكاد يستحيل على أي طرف سياسي من كلا الجانبين تغيير الوضع القائم لأنه تم بناؤه في مسار تاريخي، ولكن تسريعه بطريقة كبيرة خاصة في العشر سنوات الأخيرة”. ويمكن قياس هذا الوضع، بحسب يايموت، بمؤشرين الأول اقتصادي، يتجلى في كون أن “إسبانيا أصبحت هي الفاعل الأوروبي الأول في المغرب من الناحية الاقتصادية مزيحة بذلك فرنسا”، لافتا إلى أن “المغرب بالنسبة لإسبانيا هو ساحة اقتصادية مدرة للأرباح بشكل كبير”. وزاد يايموت، أن “المغرب يتعامل مع اسبانيا من جانب آخر وهو أنه في مجالات اقتصادية، المغرب من الناحية الضمنية يعطي ما يمكن أن نسميه “كوطا” في مجالات اقتصادية لاسبانيا واعتبرها سياسة عمومية”. وأضاف المحلل السياسي، خالد يايموت أن المغرب بهذه السياسة “استطاع لا أن يخلق تشابك مع النخبة السياسية ولكن مع النخب الاقتصادية الجد مؤثرة في صناعة القرار السياسي سواء على المستوى الحكومي أو البرلمان”. المؤشر الثاني، بحسب يايموت، متعلق بما هو أمني، حيث أن “طابع العلاقات الأمنية بين البلدين قبل 10 سنوات كان متسما بالحذر والاشتباك، وتحول في السنوات الأخيرة إلى شراكة أمنية بحيث أن المغرب يقدم خدمات كبيرة للأمن القومي الإسباني فيما يتعلق بالإجرام وشكل أقوى”. واعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن “ما يهم النخبة السياسية والاقتصادية بإسبانيا هو الجانب الأمني المتعلق بالإرهاب، ومنذ أسابيع بفضل معلومات مغربية تمكنت القوى الأمنية الإسبانية من اكتشاف تخطيط لأعمال إرهابية”. وخلص إلى أن “التعامل الأمني الذي يقوم به المغرب مع إسبانيا نقله في الجانب الاقتصادي إلى شراكة إستراتيجية، وأيضا في الجانب الأمني إلى شراكة إستراتيجية تحمي الاقتصادي الإسباني وتحمي الاستقرار بالنسبة للنخب السياسية”، مشددا على أن “علاقات الرباط بمدريد خصوصا في الجانب الاقتصادي والأمني شراكة لا يمكن الانفكاك عنها حاليا”. 1. إسبانيا 2. العلوم السياسية 3. المغرب 4. اليمين المتطرف 5. بيدرو سانشيز 6. خالد يايموت