إختار بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الاسبانية الجديدة، بدء أول زيارة خارجية له من الجارة الشمالية فرنسا، بدلًا من المغرب التي جرت العادة أن تكون هي الوجة الأولى لرؤساء الحكومات الإسبانية منذ العام 1983. ونقلت وسائل إعلام إسبانية، أن سانشيز سيبدأ جولة أوربية، السبت المقبل، يبدأها بزيارة لفرنسا يلتقي خلالها الرئيس، إيمانويل ماكرون، قبل أن يتوجه لألمانيا للقاء المستشارة، أنجيلا ميركل، ثم يختمها بلقاء رئيس وزراء البرتغال، أنطونيو كوستا. وبذلك أنهى سانشيز تقليدا دأب رؤساء الحكومات في إسبانيا على السير عليها منذ 35 سنة، وذلك ببدء الأنشطة الرسمية الخارجية بزيارة المغرب الجار الجنوبي للبلاد. ومنذ عهد رئيس الحكومة فيليبي غونزاليس (1983)، حافظ رؤساء الحكومات الذين تعاقبوا على إسبانيا على زيارة المغرب أولا، حيث سار على نفس النهج إلى جانب غونزاليس، رؤساء الحكومات، خوسي ماريا أثنار، وخوسي لويس رودريغز ثاباتيرو، وماريانو رخاوي، الذي أطاح به سانشيز قبل أسابيع. وتعليقا على ذلك، قال خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة(شرق)، إنه "من الناحية السياسية يمكن أن يسمى تعود رؤساء الحكومات الاسبانية زيارة المغرب كأول نشاط رسمي لهم خارج البلاد منذ إن استقرت الديمقراطية في هذا البلد، بالعرف". واستطرد في حديث للأناضول قائلا "لكن من الناحية القانونية ومن وجهة نظر القانون الدولي فهذا العرف لا يرتب جزاء حال مخالفته". وأضاف نفس المتحدث، بأن "الحالة المستجدة في إسبانيا يمكن أن يكون لها دور في الزيارة التي يعتزم رئيس الحكومة القيام بها أولا إلى فرنسا، على إعتبار أنه ترأس هذه الحكومة الجديدة بعد حجب الثقة على حكومة ماريانو رخاوي". وأبرز شيات، أن رؤساء الحكومات الذين دأبوا على زيارة المغرب أولا، كانوا يقومون بذلك مباشرة بعد انتخابهم، في حين أن الأمر بالنسبة للحكومة الجديدة تسلمت مهامها بعد حجب البرلمان للثقة على الحكومة السابقة. ويرى الباحث، أن "الرسالة التي ربما أراد رئيس الحكومة الاسبانية توجيهها لحلفائه الأوربيين أنه في ظل ما يتعرض له الاتحاد الاوربي من أزمات فان اسبانيا متشبثة بالميثاق الأوربي، وتعطي أولوية للإتحاد، وهذا ما كان قد أعرب عنه حتى قبل تعيينه، رئيسا للحكومة الاسبانية بعد حجب الثقة عن الحكومة السابقة". وتابع في ذات السياق قائلا "هذا رغم أن المغرب شريك استراتيجي لإسبانيا، وتربطه علاقات اقتصادية قوية، وإن كانت هذه العلاقات مختلة لصالح الجانب الإسباني". ومطلع يونيو الجاري أدى الاشتراكي بيدرو سانتشيس، اليمين الدستورية ليصبح رئيسا جديدا للحكومة الإسبانية. وحل سانتشيس (46 عاما) محل رئيس الوزراء الإسباني خلفا لماريانو راخوي الذي غادر منصبه بسبب فضيحة فساد.