إن المواطن المغربي في حاجة إلى من سينصت إليه وإلى شكواه إذا كانت عنده شكوى، في حاجة إلى من سيأخذ بيده، إلى من سيساعده، إلى من سينصفه وهذا لن يتحقق إلّا إذا كان المسؤولون شاعرين بمسؤوليتهم أيما شعور، مقتنعين أنهم في خدمة مواطنيهم. الدولة مسؤولة على استئصال الفساد من الجهاز الإداري والضرب على يد كل من تسول له نفسه العبث بمصالح المواطنين كما هي مسؤولة على ضمان حقوق الموظفين الصالحين المخلصين. صحفنا اليومية تزخر بالاختلالات التي يقوم بها مسؤولون عن مصالح البلاد والعباد، وتقارير قضاة المجلس الأعلى للحسابات في هذا الشأن يندى لها الجبين، ولكن أين الحساب قبل العقاب..؟ الشعب لم يبق يثيق بأي شيء لأن مظاهر الفساد تفاقمت في سائر الميادين ولم يبق أحد يخاف لا من الله ولا من معاقبة العبد. الدولة مسؤولة على إزالة العراقيل التي تقف في وجه الإدارة وتحول دون سيرها العادي المستقيم اللائق بها لتنفيذ المشاريع المفيدة التي تعود بالخير والرخاء على البلاد والعباد، يجب على أصحاب القرار تسهيل المساطر الإدارية وتبسيطها، والقضاء على تشعبها وبطئها ومزاجية القائمين عليها. وزراءنا من واجبهم القيام بتفتيشات على المصالح التابعة لنفوذهم ومراقبة حضور الموظفين وانجازاتهم، فكثير هم الذين يحضرون لمكاتبهم لقراءة الصحف وتشغيل التلفون في المصالح الخاصة. من جهة أخرى من الضروري إعارة اهتمام خاص بالأقاليم النائية والجبلية والواقعة على الحدود والصحراوية ومدّها بموظفين صالحين مومنين نزهاء أتقياء أنقياء، وتوفير لهم الشروط القمينة بتأمين إقامتهم في تلك المناطق كالسكنى لهم ولذويهم والمدرسة والمستشفى لأبنائهم وبناتهم. ينص دستورنا على ما يلي : يمكن لجميع المواطنين أن يتقلدوا الوظائف والمناصب العمومية وهم سواء فيما يرجع للشروط المطلوبة لنيلها… لذلك من الضروري اجتناب كل محاباة في التوظيف الذي يجب أن يمر عبر طريق المباراة دون اعتبار الانتماء إلى الحزب أو عنصر الصداقة والقرابة العائلية أوشيء من هذا القبيل، كما يجب أن تتوفر في المتبارين الكفاءة والمروءة والنزاهة والجدية، وذلك لصيانة حرمة الإدارة وإمكانية حل مشاكل المواطنين والمواطنات. الموظف ملزم بأن يقوم بمهامه متجردا كل التجرد من ميولاته السياسية علما منه بأنه في خدمة المواطنين جميعهم بدون تمييز ومقابل، ذلك فإن الإدارة مطالبة باحترام ميولات موظفيها السياسية وانتماءاتهم النقابية مادام ليس فيها ما يمس بمقدسات الوطن، فلا نقل ولا غزل ولا تسويف بسبب الانتماء. حزبنا حزب الإصلاح والتنمية يعتبر الإدارة مجموعة من المصالح والمؤسسات في خدمة الوطن والمواطنين، وأداة تنفيذ للبرامج الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للدولة، ونظرا لهذا الدور الهام والمحوري يجب عليها أن تتسم بالإيمان والوطنية والإخلاص للشأن العام والقدرة والجدية والفعالية والكفاءة ونكران الذات والاستقامة وحسن السلوك.