مع إشراقة كل صباح جديد، تجدد داخل عز الدين، الرجل الصغير، طاقة إيجابية، تحفزه على الخروج للبحث عن لقمة عيش كريمة تساعده على مواجهة متطلبات الحياة. عز الدين، ابن مدينة بني ملال، يبلغ من العمر 15 سنة، يعيش حالياً مع أمه في بيت صغير رديء متهالك، بعد انفصالها عن والده. انقطع عز الدين عن الدراسة في سن مبكرة، هاجر حضن العائلة واختار الشارع حضناً له، افترش برودة الأرض، وتجرع مرارة الاستغلال والحرمان مرات كثيرة. حالته المزرية جعلت مجموعة من الشباب ببني ملال يقومون بمبادرة إنسانية وفرت له عربة صغيرة للإكسسورات تحمل شعاران “إدماجي فرصة حياة” و”تجارتي دفء يدوم”، وذلك رغبة منهم في انتشاله من حياة الشارع القاسية وتحسين وضعيته الاجتماعية. بعد أسبوع واحد من اندماجه في المبادرة تغيرت حياة عز الدين تدريجياً وبدأت تتحسن نفسيته، أصبح له مدخول يومي يعيله هو ووالدته ويحفظ كرامته. يحلم عز الدين بالعودة إلى المدرسة والتعلم من جديد إلا أنه لقي صعوبة بسبب انقطاعه الطويل. هذا الأمر جعل شاب آخر يتطوع للدراسة معه كل يوم بمجرد انتهائه من العمل، لكنه وجد عائقاً لعدم توفر مكان يجمعهما لاسيما أن هناك أطفالا آخرين مثل حالته يريدون الاستفادة أيضا. طموحات عز الدين الكبيرة ورغبته القوية في التغيير جعلته شخصاً محبوباً عند الناس ولقي تضامناً كبيراً مع قصته وأصبح مثالاً يحتذى به لتمرده على صعوبات الحياة.