يعيش أزيد من 30 طالبا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، على وقع “الحيرة والارتباك” بسبب تأخر إدارة الكلية في تسليمهم شواهد الإجازاة رغم مرور أزيد من شهر من تسلم طلاب الكلية لشهاداتهم، فيما قدم المتضررون شكايات إلى عمادة الكلية ورئاسة الجامعة. ويشتكي الطلاب المعنيون الذين تخرجوا الموسم المنصرم في تخصصات الدراسات العربية والإسلامية والفرنسية بالكلية المذكورة، من عدم تسليم الإدارة لشواهد الإجازة الخاصة بهم إسوة بعموم الطلاب، رغم كل الإجراءات والمراسلات الاستفسارية التي قاموا بها، وهو ما يجلعهم مهددين بالحرمان من عدة مباريات للتوظيف ومنح سلك الماستر. وأمس الإثنين، قدم الطلاب المعنيون شكاية إلى عميد الكلية، اعتبروا فيها أنهم بالرغم من استفائهم لجميع الوحدات والحصول على شهادة النجاح، إلا أنهم “تفاجؤوا بتعنت وامتناع إدارة الكلية عن تمكينهم من شهادات الإجازة الخاصة بهم، رغم تكرار ترددهم على مختلف المصالح المختصة”. وأوضح الطلاب في شكايتهم التي توصلت جريدة “العمق” بنسخة منهم، أن هذا التأخر ألحق بهم الضرر، وضيع على مجموعة منهم فرصة اجتياز المباريات المفتوحة، مشيرين إلى أنهم يحتفظون بالحق في اللجوء إلى القضاء لتعويضهم عن الضرر المحقق في حقهم. إحدى الطالبات المتضررات قالت لجريدة “العمق”، إن أزيد من 30 طالبا يحاولون الحصول على شواهدهم منذ أكثر من شهر دون جدوى، مشيرة إلى أن الإدارة “تبرر هذا التأخير في كون الشهادات غير جاهزة بعد”، معتبرة أن مصلحة “الأبوجي” غير صريحة وتماطل دون مبرر، وفق تعبيرها. وأضافت الطالبة التي فضلت عدم ذكر اسمها في اتصال لجريدة “العمق”، أن الطلاب المتضررين تفاجؤوا أن شهادات الإجازة الخاصة بهم، مطبوعة لكنها غير موجودة، لافتة إلى أن الطلبة اطلعوا على أسمائهم في محضر الإجازات المطبوعة بالمصلحة الخاصة بهذا الأمر داخل الكلية. وتابعت قولها: “بعض الطلبة رأوا نسخا لشهاداتهم، لكن الشهادات الأصلية لم نعثر عليها بعد رغم الوعود التي يقدمها لنا المسؤولون بالكلية، ومؤخرا منحونا وثيقة تثبت أن الإجازة قيد الطبع، مع نسخة غير أصلية للإجازة، دون مبرر، وقد رفضنا هذه الخطوة لأن تلك النسخة لن تحمينا من الجانب القانوني”. وتساءلت المتحدثة عن ما إن كانت إدارة الكلية قد سلكت المسطرة الإدارية المعتمدة في شهادات الإجازة، والتي تنص على أن النسخ غير الأصلية لا تخرج دون بحث ومسطرة خاصة، مردفة بالقول: “قالوا لنا إنهم منحونا هذه النسخ غير الأصلية من الجانب الإنساني، ونحن لا نطالب بها بل نريد الأصلية”، حسب قولها. وكشف المصدر ذاته أن الطلاب تقدموا بشكاية رسمية لدى رئاسة الجامعة، وأجروا أمس حوارا مع نائب رئيس الجامعة وكاتبها العام حول الموضوع، وهو ما جعل الأخير يطالبهم بمهلة يومين من أجل إيجاد حل، قبل أن يستقبلهم عميد الكلية بمكتبه مقدما وعدًا بإخراج النسخ الأصلية للإجازات الخاصة بهم في ظرف أسبوع. الطالبة المذكورة أشارت في تصريحها للجريدة، إلى أن هذا التأخر في تسليم الإجازة فوت عليها فرصة دفع طلب الحصول على منحتين دوليتين، لافتة إلى أن الخريجين الذين اجتازوا مباراة التوظيف بالتعاقد في قطاع التعليم، ظلوا متخبطين في جمع ملفاتهم لأيام، قبل أن يخرج قرار الوزارة بالاكتفاء بشهادة النجاح بالنسبة للذين لم يحصلوا بعد على شهادة الإجازاة. غير أن المشكل عاد مجددا اليوم، تضيف الطالبة، بعدما أعلنت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، أن غدا الأربعاء هو آخر أجل لتسوية ملفات المترشحين لاجتياز المباراة الشفوية في مباراة التعاقد، وهو ما يجعل عدد من الناجحين في حيرة من أمرهم بعد أن رفضوا النسخة غير الأصلية للإجازة، الأمر الذي يهدد بحرمانهم من التوظيف، على حد قولها. هذا ولم يتسنى لجريدة “العمق” أخذ وجهة نظر إدارة كلية الآداب والعلوم الانسانية عين الشق، وستحاول الجريدة الاتصال مجددا بعمادة الكلية أو أحد المسؤولين الإداريين لأخذ توضيحاتها في هذا الموضوع.