دفعت موجة الغضب من تأخر إدارة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، في الإفراج عن شواهد الحاصلين على الإجازة يوم أمس الخميس، إلى اقتحام مصلحة الشؤون الطلابية من أجل الضغط على إدارة الكلية لاستخلاص بيان النقط وشواهد التخرج، والتي ظلوا يطالبون بها منذ شهر يوليوز الماضي. وتعيش كلية الآداب التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش على وقع الفوضى والشد والجذب بين الطلبة والإدارة منذ أواخر الموسم الدراسي الماضي، بسبب ارتباك مصالح الشؤون الطلابية وعمادة الكلية في تسليم الطلبة الناجحين بيان النقط وشواهد التخرج. ورغم الاحتجاجات المتتالية لطلبة الكلية إلا أنهم وجدوا آذانا صماء من طرف المسؤولين بالكلية، حيث أكدت مصادر طلابية متطابقة لجريدة "العمق" أن العميد بالنيابة الحالي رفض استقبالهم وكلف أحد نوابه بذلك، فيما يرمي كل طرف من الإدارة بالمسؤولية في المشكل إلى الطرف الآخر. وأدى اقتراب غلق موعد قبول ملفات المترشحين للوظيفة في سلك التعليم بالتعاقد إلى ارتفاع مستوى تشنج الطلبة، الذين اعتبروا أن الإدارة لا تكترث لمستقبلهم وتستهين بمصالحهم، مما دفعهم أمس الخميس إلى اقتحام شبابيك مصلحة الشؤون الطلابية والاعتصام بها إلى حين نزول العميد إليهم من أجل إيجاد حل مستعجل لمشكلتهم. وكان عدد من الطلبة خلال نهاية الموسم الماضي، قد تفاجؤوا من عدم وجود أسمائهم ضمن لائحة الخريجين الذين يحق لهم الحصول على شهادة النجاح في السنة الثالثة، في انتظار إصدار شواهد الإجازة، رغم استيفائهم لجميع الوحدات بنجاح. الأكثر من هذا، صُدم عدد منهم بالارتباك الكبير الذي عرفته المصالح الإدارية بالكلية، خاصة مصلحة الشؤون الطلابية، التي سلمت للعديد من الطلبة بيان نقط الخاص بهم مصحوب بشواهد طلبة آخرين، أو العكس، مع رفض الإدارة فتح أي حوار للاستماع للطلبة المتضررين. هذا، ولم تعلن الإدارة عن لائحة الطلبة الذين يمكنهم سحب بيان النقط الخاص بهم وشواهد التخرج سوى على بعد يومين من حلول العطلة الصيفية الرسمية للطاقم الإداري بمؤسسات جامعة القاضي عياض، مما جعلهم ينتظرون شهرا كاملا من أجل إيجاد حل لمشاكلهم، كما أن إدارة الكلية لم تف بوعدها بالعمل بضعة أيام إضافية في العطلة من أجل حل المشكل. وعبر عدد من الموظفين للطلبة، حسب ما أكدته المصادر ذاتها لجريدة "العمق" عن عدم اكتراثهم بالموضوع، معبرين عن إعطائهم الأولوية لعطلهم الصيفية بدل الاجتهاد للخروج بحل من أجل الحفاظ على مصالح خريجي الكلية. وأفاد مصدر مطلع من إدارة الكلية التابعة لجامعة القاضي عياض المصنف أولا على الصعيد الوطني، أن المشكل يرجع إلى خلل شاب البرنامج الالكتروني المسؤول عن تسجيل الطلبة وإدارة بياناتهم، منذ مطلع الموسم الدراسي المنتهي، كما لم يستبعد أن يكون الخلل أثر على نقاط الطلبة والخلط بينها، فيما لم يتأت لجريدة "العمق" أخذ توضيح في الموضوع من إدارة الكلية. من جهة أخرى، يشتكي عدد من الطلبة المتابعين لدراستهم بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، من عدم تمكنهم من الحصول على شواهدهم الأصلية الخاصة بالسنة قبل الماضية (2014 - 2015)، حيث شرعت الإدارة في تسليم شواهد الدراسات الجامعية العامة (Deug) وبيان النقط، بعد مضي سنة كاملة على نجاحهم واستحقاقهم للشهادة، فيما شرعت في تسليم شواهد الإجازة للموسم الجامعي المذكور خلال القليلة الماضية. ويعاني طلبة الكلية ذاتها الأمرين في تعاملهم مع عمادة الكلية وكذا مصالحها الإدارية، حيث يعمد بعض الموظفين حسب ما عاينته "العمق" إلى إذلالهم وعدم تقديم الخدمات اللازمة بما يقتضيه القانون وحسن التعامل. إلى ذلك، تتخبط الكلية التي لا تتوفر على عميد رسمي منذ عدة سنوات، حيث يتناوب على تسييرها عمداء بالنيابة، في مجموعة من المشاكل الإدارية، كما تشهد بين الفينة والأخرى احتجاجات طلابية ضد الإدارة، آخرها لما خرج الطلبة مطالبين بعودة العميد بالنيابة عبد الجليل هنوش الذي استبدلته الرئاسة بأستاذ آخر ليقوم بالمهمة، دون أي تبرير لقرار إعفائه من منصبه الذي تطوع له.