أثار تصويت فريق حزب العدالة والتنمية المحسوب على المعارضة بمجلس جماعة وجدة التي يقودها الاستقلالي عمر احجيرة على مشروع ميزانية المجلس في الدورة الاستثنائية التي عقدت الخميس الماضي، انقساما داخل الحزب بالمدينة، بين من يحبذ الدخول في التسيير مع حزبي الاستقلال والبام، حفاظا على مصالح ساكنة المدينة، وبين من يرفض أي تحالف أحد أطرافه حزب البام، ويدعو فقط للمساهمة الايجابية من موقع المعارضة. وقرر فريق العدالة والتنمية بمجلس مدينة وجدة، التصويت بالإيجاب على مشروع ميزانية 2019، خلال الدورة الاستثنائية المنعقدة يوم الخميس الماضي، وذلك لإخراجه من حالة “البلوكاج” التي يعرفها، بعد أن كان قد صوت عليها بالرفض في الدورة العادية لشهر أكتوبر الماضي. وحسب مصدر من داخل حزب العدالة والتنمية بجهة الشرق، فإن التيار المساند لطرح مشاركة فريق المصباح في التسيير، هو “السائد”، على اعتبار أن الحزب ومنذ 9 سنوات ونصف وهو في المعارضة ولم يفده ذلك في شيء، كما أنه لم يستطع خلال هذه المدة كلها جلب أي مصالح لساكنة المدينة، مضيفا أن غالبية أعضاء الكتابة الإقليمية للحزب بوجدة مع فكرة المشاركة في التسيير لحلحلة الوضع ولإنهاء حالة “البلوكاج” التي لا تفيد الساكنة. أما التيار المقابل، يضيف المصدر ذاته، فيمثله أعضاء الكتابة الجهوية لحزب العدالة والتنمية بالشرق، والذي يرفض مشاركة فريق البيجيدي في التسيير مع الاستقلال والبام بمجلس جماعة وجدة، ويرى أن على الفريق أن يساهم فقط بشكل إيجابي من موقعه في المعارضة بعيدا عن المشاركة في التسيير. وتساءل المصدر ذاته، لماذا تؤيد الكتابة الجهوية التحالف مع البام في كرسيف والناظور وترفض ذلك في وجدة؟، لافتا إلى أن رفضهم الدخول في تحالف مع البام والاستقلال مرده إلى وجود حساسيات بينهم وبين رئيس المجلس عمر احجيرة، وأن الأمر لا علاقة له بالصراع التقليدي مع حزب الأصالة والمعاصرة. وفي هذا الصدد، اعتبر الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بوجدة رشيد شتواني، الذي يمثل التيار المساند لفكرة المشاركة في التسيير بمجلس احجيرة، أن الكتابة الإقليمية تفاعلت إيجابا مع طلب للأمين العام للحزب سعد الدين العثماني الداعي لإنقاذ مجلس جماعة وجدة وإخراجه من حالة البلوكاج التي يعيشها نتيجة الخلافات العميقة بين مكوني الأغلبية المسيرة. وأكد شتواني في تصريح نقله موقع الحزب، أنه دعا فريق المصباح بالمجلس للتصويت بالإيجاب على مشروع ميزانية المجلس في الدورة الاستثنائية، وذلك بعد إدخال التعديلات اللازمة عليها، مشددا على أن جماعة وجدة “أصبحت محتاجة بقوة لمشاركة فريق قوي منظم ومنتظم ويضم كفاءات قادرة على إنقاذ المدينة، والدفع بمجلسها لأداء دوره كاملا تجاه حاجات الساكنة وانتظاراتهم، وهو ما أثبته فريق المصباح في عدة مناسبات ومحطات آخرها دورة الخميس 29 نونبر 2018” يضيف ذات المصدر.