الواقع الواحي وجرثومة “اللشمانية” ، نسجل في هذه الايام 01/11/2018، حالات جديدة من الاصابات بجرثومة اللشمانية، بقصر كلميمة، وهذا هو حال الساكنة منذ أزيد من تسع سنوات على ظهور هذا المرض الخبيث، في الاقاليم الواحية: كلميمة، تنغير، تلوين، زاكورة، تاديغوست، تيزكاغين، نوروك، وغيرها من المناطق المجاورة، انها مناطق تنتميحسب التقسيم الجهوي الجديد الى جهة درعة تافيلالات هذه الجهة المنكوبة اقتصاديا وبيئيا وها نحن اليوم منكوبين اجتماعيا وانسانيا، ويبقى التاريخ يصمنا بالمغرب غير النافع، الى اين المفر هذا هو السؤال الذي يروجو من اهل المنطقة خوفا من لسعات البعوض الذي ينقل اللشمانية، فلسعة واحدة من هذه البعوضة التي لا تصدر صوتا والتي تتنقل ليلا وتمارسها جرائمها بكل برودة وبصمت، استغلت كذلك برودة المسؤولين والسياسيين من جمعيات المجتمع المدني، والمنظمات الحقوقية، ومؤسسات الصحة و مؤسسات التي تعنى بقيمة الانسان ككائن له الحق في العيش الكريم والتطبيب والسكن، كما انها تستغل ضعف التدخلات العلمية والطبية من لذن المتخصصين في الامراض والجراثيم وانها تكتفي بحلول ترقيعيه منذ ظهور هذا الوباء سنة 2013، كالتقليل من البقع السوداء، والقضاء على الفأر الاصهب الذي ينقل العدوى، متناسين أن الحيوانات الخرى كالكلاب الضالة و الحيوانات الاخرى قادرة على نقل العدوى كما الانسان بالتالي هل نحن في حاجة الى القضاء على حامل الداء أم القضاء على الداء، نريد حل جذري كالتدخل للمختصين ومتابعة ومراقبة الداء بصفة دائمة، ان سكان الجنوب الشرقي خائفين على أن يتطور الداء الى داء قاتل، كما أن هذا الداء قد يؤدي الى تراجع السياحة بالمنطقة، وهي مهددة بهجرتها من طرف ابنائها اذا ما استمر الوضع على حاله….بالتالي نتساءل هل غياب المسؤولية كقيمة جوهرية في الادارات والفاعلين بالشأن العام هو ما يجعل الامور على حالها، أم أن سيادة قيم الفردانية وعدم اللامبالاة وتراجع الفعل السياسي الاصيل هو ما يخلف هذا الركود في التدخلات التي ينبغي أن تكون سريعة، وبالتالي يغيب التعاون والفعل المنطقي بين فئات المجتمع لمواجهة أزماتهم المستقبلية، وهاذا ما تفسره اليوم هذه الازمة ” اللشمانية” تهدد أمن الانسان وصحته، يجب على جميع الفاعلين من مثقفين وسياسين وقادة تجاوز النظرة الاحادية للدور والوظيفة، اي انه يجب أن يسود منطق التعاون والتفاعل بين كل الادوار والوظائف، وتجاوز النظرة الدغمائية، والبراكماتية ، ” ان العقل يعتبر محرك ثورة الشك في كل الشيء”، ومن دون الفكر السليم المقترن بالفعل والتحرك الاني فانه يستحيل ايجاد حلول جدرية وسريعة لمثل هذه الازمات، الفكر لوحده غير قادر على أن نصيد الاسماك، فالحاجة الى الصنارة، و التوجه الى النهر، وتحمل المناخ أثناء رمي الصنارة الى النهر، كلها مترابطات يسود فيها المنطق الشمولي لصيد السمك، وبالتالي نحن كذلك في حاجة الى هذا المنطق في عصرنا هذا، فالتكنولوجيا، والطب الحديث، و الفكر كلها اشياء موجود لكن ما نفعها ان لم نستثمرها بعقل يجمع بين الحركة والفكرة وسرعة ردة الفعل للقضاء على هذه الجرثومة الخطيرة، *مساوي محسن ابن الجنوب الشرقي .. طالب في ماستر سوسيولوجيةالتنمة المحلية