شهدت البيضاء إنزالا وطنيا للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، حيث وفدوا من كل حدب وصوب، تلبية لنداء التنسيقية الوطنية، التي كانت المسيرة أحد مخرجات مجلسها الوطني. ولقد غصت الشوارع ابتداء من ساحة النصر، مرورا بالمدينة إلى حدود مقاطعة المعاريف، حيث بدا ملموسا تأثير الجموع على الشرايين الرئيسة للبيضاء؛ كما كان واضحا الحضور المميز للأساتذة الذين أكدوا حضورهم برغم بعض الإصابات، أو من أولات الأحمال أو اللاتي صحبن فلذات أكبادهن، ناهيكم عن الآلاف الذين تجشموا عناء الطريق، برغم بعد المسافة وإكراهات السفر- نظرا للتقلبات المناخية التي يشهدها المغرب-. ولو محصنا جيدا لكن لكل واحد منهم قصة، وألف عذر يمنعه من الحضور، لكن شرف النضال، ووحدة الصف، وإيمانهم بقضيتهم العادلة والمشروعة هي التي تشحن النفوس وتزيد العزيمة، فكانت كلمتهم سواء وقوتهم واحدة. إلا أن الوزارة الوصية على القطاع، لم تستجب لأي رسالة واضحة المطالب، بدءا من نضالات الأساتذة وتجسيدهم لوقفات أمام الأكاديميات الجهوية بربوع الوطن، والمقاطعة لمصوغات التكوين، والوقفات أمام المديريات الإقليمية، والإضراب الوطني الذي كان ناجحا بكل المقاييس، إلى حد مسيرة البيضاء وما بعدها… ولقد أجمع الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد على درب النضال، مهما كانت التضحيات، إلى حين الاستجابة إلى مطالبهم العادلة والمشروعة، صونا لمكتسبات الأسرة التعليمية، وحفاظا على قيمة ومكانة المدرسة المغربية، التي تقوض بنيانها بعض قرارات المسؤولين برغم شعارات الإصلاح وإعادة الإصلاح.