لقد بات العالم ينتظر و بشدة البيان الرسمي التركي ما بعد تحقيقات مقتل الكاتب و الصحفي السعودي جمال خاشقجي، والكل يترقب : إلى أي حد سيتمكن حزب يمثل التيار الاسلامي المعتدل من مجابهة القوى الظالمة في الأرض و يتحداها من أجل الوصول الى محاسبة الأيادي التي عتت بنشر القهر و الظلم والجور ؟ إن المواقف و الأحداث هي الكفيلة بكشف المستور, وإظهار حقيقة المبادئ و الشعارات ، خصوصا في نازلة تهم إزهاق النفس التي حرم الله تعالى قتلها إلا بالحق. فالبعض قد يجنح للاستسلام ويعمل على تحقيق مصالح شخصية تحت ادعاءات ومبررات ما أنزل الله بها من سلطان . لكن أصحاب القيم النبيلة , المتعاهدين مع الله هم من يتحملون تبعات قول الحق وتحقيق العدالة و لو كان على حساب مصالحهم فالتاريخ يسجل والأنظار تترقب لكن المواقف هي الكفيلة بكشف المستور ، كما أن الشعارات الرنانة أحيانا تختبر حقيقتها ومدى صدقها أو كذبها من خلال بعض ردود الأفعال. فهناك أحزاب و دول ادعت شعارات الديمقراطية و حقوق الانسان و العدالة… لكن خابت ظنوننا فيها و خاب سعيها, وسقطت من أول اختبار للدفاع عن أنفس أزهقت بمكر ماكر. فأبت إلا أن تلهث وراء المال أو المنصب وباعت قضية عادلة و ارتكنت الى البكاء على المغدور و التسويق لرواية محبوكة من الجهات التي نسجت خيوط الجريمة بإحكام . و قس على واقعة الخاشقجي وقائع كانت هنا و هناك…فلو كان للسكة والوادي لسان ,لنطق بالحق ببيان , وضحد أقوال الزور والبهتان. تطلعاتنا كانت كبيرة , يقول لسان حالها أليس فيهم رجل رشيد, يعلي كلمة الحق ليخلد ذكره في سجلات تاريخ لا يمحى, ويكتب عند الله من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه, لكن هيهات ,حين تعمى الضمائر بالملذات ويحل محل المبادئ الجري وراء الشهوات, ويسقط القناع وتسقط الشعارات. بمعداتها لأنها بدأت تتابع الوقائع بعناية , إذ لا يخفى على البعض أن الشعوب اليوم أصبحت أذكى من المخابرات المثقلة وتهتم بمعرفة الحقائق وعلاقتها بالروايات الرسمية ، لأن المواطن العادي في كل بقاع العالم لم يعد يثق ببعض وسائل إعلام العار التي تسعى إلى طمس الحقيقة و التطبيل لجهات ما، ولو على حساب شرفها و ضميرها المهني . فاليوم أصبح من الصعوبة بما كان أن تضلل المشاهد أو القارئ خصوصا أن العدسات تترقب و دائما بالمرصاد فمن يعمل خيرا يره و من يعمل شرا يره وحساب الله أكبر و أعظم . فمن سعى وراء تحقيق العدالة سيكتبه التاريخ بمداد من ذهب و نصر الله به محيط و من لهث وراء مصلحته و طمس الحقائق فالخزي حليفه و ستسجله السنين في صحيفة المتخاذلين. خلاصة القول أن سنة الله في الأرض هي تحقيق العدالة عاجلا أم آجلا والزمن كفيل بكشف ذلك و لو بعد حين. …