عاينت جريدة “العمق” حذف عبارة “الشهيدة” من قبر الطالبة حياة بلقاسم التي قُتلت برصاص البحرية الملكية أثناء محاولتها الهجرة السرية على متن زورق إسباني، فيما عبرت أسرتها عن تفاجئها من هذه الخطوة وغضبها الشديد من حذف العبارة. وكشف مصدر من عائلة حياة لجريدة “العمق”، أن والد الراحلة كان قد وضع شاهدا على قبرها كُتب عليه عبارة “قبر الشهيدة حياة بلقاسم.. ازدادت يوم 20/11/1998 واستشهدت يوم 25 شتنبر 2018، تغمدها الله بواسع رحمته”، قبل أن تتفاجأ الأسرة يوم الخميس المنصرم بتغيير الشاهد بآخر حُذفت منه عبارة "شهيدة". ويضم الشاهد الجديد على قبر حياة بالمقبرة الإسلامية “ابن كيران” بمدينة تطوان، عبارة: “قبر المرحومة حياة.. ازدادت يوم 20/11/1998 وتوفيت يوم 25 شتنبر 2018، تغمدها الله برحمته”، وهو ما أثار استغراب عائلتها التي كانت تجهل في البداية الجهة التي قامت بالخطوة. اقرأ أيضا: "العمق" في منزل الطالبة حياة .. حزن ودموع وغضب ومناشدة للملك (فيديو) مصدر “العمق”، أوضح أن والد حياة استفسر مكتت إدارة المقبرة الذي يوجد بعين المكان عن الجهة التي قامت بتغيير شاهد القبر، حيث أكدت له الإدارة أن السلطات المحلية هي من قامت بذلك بتعليمات من الباشا والقائد، حسب قوله. وعن مبررات هذه التغيير، قال المصدر ذاته إن إدارة المقبرة أخبرت والد الراحلة أن السلطات المحلية تعتبر المقبرة الإسلامية “ابن كيران” بتطوان خاصة بأموات المدينة وليس ب”الشهداء”، وفق تعبيره. ولفت المتحدث إلى أن أفراد أسرة حياة، خاصة والدتها ووالدها وأخواتها، لم يتقبلوا أبدا ما قامت به السلطات المحلية، مشيرا إلى أن “شعورا كبيرا بالغضب ينتاب الأسرة هذه الأيام بسبب عدم وفاء السلطة بوعودها بدعم العائلة من أجل تجاوز محنتها الحالية”، على حد قوله. اقرأ أيضا: مسيرة حاشدة تجوب شوارع تطوان ضد مقتل الطالبة حياة (فيديو) يذكر أن موجة غضب كبيرة عمت رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وتناقل عدد منهم صور الطالبة حياة البالغة من العمر 20 سنة مرفوقة بعبارة "بأي ذنب قتلت" استنكارا لمقتلها بنيران البحرية الملكية. وأطلقت وحدة قتالية تابعة للبحرية الملكية المغربية النار على قارب مطاطي إسباني سريع من نوع "Go fast" بسواحل المضيق، كان يقل مهاجرين سريين، ما أسفر عن مقتل الطالبة حياة وقوع 3 إصابات خطيرة، فيما أوضحت البحرية الملكية أنها أطلقت النار نتيجة "عدم امتثال قائد الزورق للتحذيرات الموجهة إليه". اقرأ أيضا: شباب قُتلوا بحثا عن "حياة كريمة".. وتحقيقات لم تربط المسؤولية بالمحاسبة وودعت مدينة تطوان الطالبة حياة بلقاسم وسط حالة من الصدمة وأجواء الحزن، حيث شُيع جثمان الراحلة في جنازة مهيبة انطلقت من منزل أسرتها إلى المقبرة الإسلامية بتطوان "ابن كيران"، فيما تكفلت السلطات بمصاريف الجنازة والعزاء. وكان رئيس الحكومة سعد الدين العثماني قد أكد في تعليقه على مقتل الطالبة حياة برصاص البحرية الملكية، أنه تم فتح تحقيق من طرف النيابة العامة وكذا الدرك الملكي، مشددا على أنه سيتابع هذا التحقيق لمعرفة ماذا وقع وكيف. اقرأ أيضا: العثماني: حياة قتلتها شبكات التهريب .. ولا نريد الأذى لأي مغربي وطالبت عدة منظمات وطنية ودولية، أبرزها منظمة العفو الدولية "أمنستي" ومنظمة "هيومن رايتس ووش"، السلطات المغربية بفتح تحقيق مستقل في مقتل الطالبة حياة.