كشفت التنسيقية الوطنية للمعطلين المكفوفين، أن الطبيب الذي أشرف على تشخيص حالة المرحوم صابر الحلوي، كتب في تقريره أن الأخير مات منتحرا، نافية صحة ذلك، ومؤكدة أنه مات نتيجة “الإهمال”، متهمين الداخلة “بالتواطؤ مع الدولة لطمس الحقيقة”. وقال عبد الحليم المرابطي عضو التنسيقية الوطنية للمكفوفين، في تصريح لجريدة “العمق”، أن المرحوم صابر كان ضحية “للإهمال وللامبالاة التي تنهجها الحكومة اتجاه هذه الفئة، وعدم الاستجابة لمطالبنا”، مضيفا أن “التقرير الطبي يتنافى مع الواقع”. وأضاف المرابطي، أنه “لا يمكن للإنسان أن ينتحر وهو يعرف أن الانتنحار حرام في الدين الإسلامي، ورمي نفسه للتهلكة، مشيرا إلى أن التنسيقية تسجل بكامل الأسف ما تنهجه هذه الدولة اتجاه هذه الفئة، فبدل الاعتراف بالإهمال، ينشرون حقائق مزيفة”. وكان أحد المكفوفين المعتصمين فوق مبنى وزارة الحقاوي، قد لقي مصرعه، مساء أمس الأحد، بعد سقوطه من على بناية الوزارة، وفق ما أظهره شريط فيديو تداوله نشطاء على نطاق واسع، ويظهر عناصر الوقاية المدنية وهي تحمل جثته، وسط صراخ باقي زملائه ومجموعة من المارة. وفي أول رد رسمي، كشفت وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، عن فتح تحقيق في الحادث من طرف السلطات المعنية تحت إشراف النيابة العامة لمعرفة ملابسات الحادث. وأضافت الوزارة أنه مباشرة بعد سقوطه من الجهة الخلفية للبناية تم نقله عبر سيارة الإسعاف التي كانت مرابطة جنب الوزارة طيلة مدة الاعتصام، وقد وافته المنية في طريقه إلى مستشفى ابن سينا. وجاء ذلك مباشرة بعد إعلان التنسيقية الوطنية للمكفوفين المعطلين حاملي الشهادات عزم أعضائها المعتصمين فوق مبنى وزارة الحقاوي الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام إذا لم تتدخل الجهات المعنية لإيجاد حل لمطالبهم. وأشارت التنسيقية في بيان لها إلى ان هذه الخطوة، جاءت بسبب "سياسة التجويع" التي تنهجها السلطات من خلال منع وصول "الأكل ومياه الشرب" إلى المعتصمين فوق سطح الوزارة. اقرأ أيضا: بعد وفاة مكفوف .. مغاربة ب"فيسبوك" يطالبون بإقالة الحقاوي وأشار أحد المعتصمين في تصريح للعمق إلى أن المسؤولين عمدوا أيضا إلى قطع التيار الكهربائي عنهم في محاولة منهم لمنع المكفوفين من التواصل مع وسائل الإعلام. وطالب المتحدث إلى وضع حد لمعاناة هذه الفئة من خلال الإدماج المباشر في أسلاك الوظسفة الحمومية مع جبر الضرر عن السنوات الماضية، محملا المسؤولية الكاملة للجهات المعنية فيما ستؤول إليها الأوضاع في القادم من الأيام. اقرأ أيضا: الحقاوي: نأسف لوفاة المكفوف وتم فتح تحقيق بإشراف النيابة العامة وكان العشرات من الكفوفين المنضويين تحت لواء التنسيقية الوطنية للمكفوفين المعطلين حاملي الشهادات قد اقتحموا مقرّ وزارة التضامن والأسرة والتنمية الاجتماعية آواخر شتنبر المنصرم، من أجل المطالبة بلقاء مسؤولين كبار في البلاد لوضع حد لمعاناتهم، واعتصموا فوق سطح مبنى الوزارة. ورفع المكفوفون المعطلون خلال اعتصامهم الذي دخل يومه الثاني عشر، شعارات غاضبة، تندد بسياسة الحكومة تجاه ملفهم والتي وصفوها ب"اللامبالاة" و"التهميش المقصود"؛ وتعتبر مطالب الإدماج المباشر في أسلاك الوظيفة العمومية و"توفير العيش الكريم" و"رد الاعتبار لهذه الفئة" أهم ما ينادي به المكفوفون.