لقي أحد المكفوفين المعتصمين فوق مبنى وزارة الحقاوي، مصرعه، مساء اليوم الأحد، بعد سقوطه من على بناية الوزارة، وفق ما أظهره شريط فيديو تداوله نشطاء على نطاق واسع، ويظهر عناصر الوقاية المدنية وهي تحمل جثته، وسط صراخ باقي زملائه ومجموعة من المارة. مصادر مقربة من أحد المعتصمين، قالت إن الهالك ينحدر من أسرة فقيرة بمدينة مراكش وحاصل على إجازة في الآداب العربي. وفي أول رد رسمي، كشفت وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، عن فتح تحقيق في الحادث من طرف السلطات المعنية تحت إشراف النيابة العامة لمعرفة ملابسات الحادث. وأضافت الوزارة أنه مباشرة بعد سقوطه من الجهة الخلفية للبناية تم نقله عبر سيارة الإسعاف التي كانت مرابطة جنب الوزارة طيلة مدة الاعتصام، وقد وافته المنية في طريقه إلى مستشفى ابن سينا. وجاء ذلك مباشرة بعد إعلان التنسيقية الوطنية للمكفوفين المعطلين حاملي الشهادات عزم أعضائها المعتصمين فوق مبنى وزارة الحقاوي الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام إذا لم تتدخل الجهات المعنية لإيجاد حل لمطالبهم. وأشارت التنسيقية في بيان لها إلى ان هذه الخطوة، جاءت بسبب “سياسة التجويع” التي تنهجها السلطات من خلال منع وصول “الأكل ومياه الشرب” إلى المعتصمين فوق سطح الوزارة. وأشار أحد المعتصمين في تصريح للعمق إلى أن المسؤولين عمدوا أيضا إلى قطع التيار الكهربائي عنهم في محاولة منهم لمنع المكفوفين من التواصل مع وسائل الإعلام. وطالب المتحدث إلى وضع حد لمعاناة هذه الفئة من خلال الإدماج المباشر في أسلاك الوظسفة الحمومية مع جبر الضرر عن السنوات الماضية، محملا المسؤولية الكاملة للجهات المعنية فيما ستؤول إليها الأوضاع في القادم من الأيام. وكان العشرات من الكفوفين المنضويين تحت لواء التنسيقية الوطنية للمكفوفين المعطلين حاملي الشهادات قد اقتحموا مقرّ وزارة التضامن والأسرة والتنمية الاجتماعية آواخر شتنبر المنصرم، من أجل المطالبة بلقاء مسؤولين كبار في البلاد لوضع حد لمعاناتهم، واعتصموا فوق سطح مبنى الوزارة. ورفع المكفوفون المعطلون خلال اعتصامهم الذي دخل يومه الثاني عشر، شعارات غاضبة، تندد بسياسة الحكومة تجاه ملفهم والتي وصفوها ب"اللامبالاة" و"التهميش المقصود"؛ وتعتبر مطالب الإدماج المباشر في أسلاك الوظيفة العمومية و"توفير العيش الكريم" و"رد الاعتبار لهذه الفئة" أهم ما ينادي به المكفوفون.