تعتبر منطقة الريف المغربي من أجمل الأماكن المغربية من حيث السياحة و الاستجمام و اخذ الراحة ، و كما يقال فالدولة التي لا ماضى لها لا حاضر لها فالحسيمة منذ التاريخ رائدة فى كل المجالات ، الحرب و التجارة و الثقافة كلها هي مجالات التميز . إلا أنه مع بعض الوقت أصبحت تعرف بكثرة التظاهرات و كثرة الاحتجاجات السلمية على الأوضاع الكائنة هناك ، أوضاع مزرية ، لا جامعة و مستشفى و لا طريق و حياة ، هناك المخزن فقط ، لا ناس و كهرباء و لا ماء . الحسيمة جوهرة البحر الأبيض المتوسط الساحر ، و اقليمها سيد التاريخ المعاصر و زعمائها أسياد المغرب الرائع ، و شخصياتها تصل إلى العالمية بعلمها الفاضل ، و طريقها يحكم على الناس بالموت الفاضع . ففى منطقتي التى كنت أود أن اصطاف فيها لمدة أسبوع أو أكثر ، لم أجد الماء لا في صنبور و لا آبار فكل ناس تشتكي فى بني اجميل ، قيل لي أنه إنقطع منذ اكثر من 15 يوما ، لم أجد طريقا واحدا في المستوى البنيات الأساسية التحتية الحديثة ، كل الوديان التى تصب فى فصل الشتاء أغرقت الطرقات بالحجارة و التراب ، و على المشارف دخولنا القرية نجد فى استقبلنا رائحة زكية معطرة بعطر الياسمين و الاقحوان عكس هذا الكلام هو الصائب ، فهذه الرائحة المنبعثة من أمام مقر الجماعة القروية لا بديل لها ،و لا كلام عنها ، لا طريق و لا مستوصف طبي يكشف عن الأمراض الناس التى غالبيتها نن السكان يموتون بسبب الأوبئة و مرض السرطان ، لا دكتور واحد مختص و لا طبيب بيطرى و لا دار الشباب يتأخر بها شباب المنطقة التي غالبيتهم يدخنون و يتعاطون المخدرات و كل انواع سكر . لا طريق ينتقل بها سكان القرية و لا سيارة إسعاف لكل مدشر ، طريق كلها حجارة كبيرة و حفر ، كلها وديان أو صهاريج تراب ، كل الجماعة من عائلتين جماعة بني اجميل مسطاسة و أيضا جماعة بني اجميل المكصولين ، هما وجهان لعملة واحدة مع الأسف ، رؤساء مجالس جهلاء و لا يعرفن الكتابة و القراءة ، فدورة المجلس يسيرها غريب (بني اجميل المكصولين) . اما دورة مجلس جماعة بني اجميل مسطاسة فلا تتم أبدا من المستحيل أن تكون هناك دورة للمجلس لأن الرئيس الجماعة لا يقطن هناك و لا يذهب إلى هناك إلا من الانتخابات ، فعمرهم يزيد عن 70 عاما و مدة رئاستهم تفوق عن 15 سنة للواحد لا تغير و متغير لا جديد إلا القديم ، سوف وجهم المرن و كلامهم الجميل و نبرة صوتهم الرنان . فشكرا لكم ، نحن لا نريد وجوهكم بل نريد تغير الوضعية الصعبة و تغير منطقتنا إلي الأفضل و تحسين سبل العيش ، دمتم للجماعتين رئيسين مدى الحياة .