رفض مجلس الشيوخ الإسباني الاعتراف بالدولة التي أعلنتها جبهة البوليساريو "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، موضحا أن ذلك قد يؤثر على مساعي الأممالمتحدة في البحث عن حل للنزاع الذي يهم الرأي العام الإسباني لكون إسبانيا كانت قوة استعمارية في المنطقة. وحسب صحيفة "القدس العربي"، فقد تمت عملية التصويت منتصف الأسبوع الماضي بعدما تقدم الحزب الجمهوري الكتالاني بمقترح في هذا الشأن، حيث حظي بدعم كبير من طرف حزب بوديموس والحزب القومي الباسكي بينما عارضه الحزب الشعبي الحاكم وامتنعت أحزاب أخرى مثل الحزب الاشتراكي وحزب اسيودادانوس عن التصويت، مضيفة أن جبهة "البوليساريو" اعتادت انتقاد الحزب الشعبي متهمة إياه بعدم تنفيذ ما تعهد به عندما كان في المعارضة، أي دعم الصحراويين. وخلق المقترح نقاشا وسط مجلس الشيوخ، إذ أن رأي باقي الأحزاب وخاصة الحزب الاشتراكي هو تأييد استفتاء تقرير المصير والعمل من أجل هذا الهدف، بينما يرى الحزب الجمهوري الكتالاني أن الاعتراف "بالجمهورية" سيعتبر دعما لمساعي الأممالمتحدة والوقوف إلى جانب "الصحراويين" والضغط على المغرب. واعترف عدد من البرلمانات الخاصة بالحكم الذاتي في إسبانيا بهذه الجمهورية لكن مجلس النواب ومجلس الشيوخ لم يقدما حتى الآن على هذه الخطوة، علما أن برلمانات دول أوروبية مثل البرلمان السويدي أو مجلس الشيوخ الإيطالي وأخرى في أمريكا اللاتينية مثل تشيلي والبرازيل قد اعترفت بهذه الجمهورية. في الوقت ذاته، تضيف الصحيفة، توجد في البرلمان الإسباني بشقيه الشيوخ والنواب لجان دعم للبوليساريو والضغط من أجل إجراء استفتاء تقرير المصير، لكن المصادقة على الجمهورية لم يحصل حتى الآن بسبب الانعكاسات السلبية التي قد يحملها. وأضافت الصحيفة، أن هذا التخوف يعود لكون أكبر حزبين يتناوبان على السلطة في مدريد وهما الحزب الشعبي المحافظ والحزب الاشتراكي على عدم الدخول في مشاكل مع المغرب، لكنهما يؤيدان إجراء استفتاء تقرير المصير ولا يؤيدان الحكم الذاتي بل أن الملك فيلبي السادس بدوره دافع في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال شتنبر الماضي على حق تقرير المصير في الصحراء، لكن في ظل التحول الذي يشهده المسرح السياسي الإسباني، فأحزاب لها وزن مثل بوديموس القوة الثالثة يضغط في هذا الصدد. ويدافع خبراء الخارجية الإسبانية عن موقف استفتاء تقرير المصير بدون الانتقال إلى الاعتراف "بالبوليساريو" كدولة، ويؤكدون على أن الاعتراف سيجعل إسبانيا تتناقض مع نفسها وهي التي كانت سباقة إلى طرح استفتاء تقرير المصير في الصحراء في أوائل السبعينات وقامت بإحصاء السكان من أجل هذا الهدف. ويستمر استفتاء إسبانيا الركيزة التي تعتمدها الأممالمتحدة مع إضافات من أجل استفتاء تقرير المصير الذي تعثر، ويرفض المغرب استفتاء تقرير المصير مؤكدا استحالة إجرائه بينما تدافع البوليساريو عنه.