دعا عضو المكتب السياسي السابق لحزب الأصالة والمعاصرة ومنسق حركة "قادمون وقادرون – مغرب المستقبل" المصطفى المريزق، إلى فتح الحوار مع حزب العدالة والتنمية، والتعامل معه كحركة سياسية، وإن كان استعماله للدين سلاحا للدفاع عن النفس وللكسب السياسي. واعتبر المريزق في رسالة مطوّلة لأعضاء الحركة، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منها، أن قوة حزب العدالة والتنمية "دليل ساطع على تراجع الحركات التقدمية الأخرى، مما يستدعي التعامل معه على ضوء قوته الراهنة والظاهرة"، داعيا أعضاء الحركة إلى "فتح قنوات الحوار مع الجميع ومع كل الأطراف من دون أي استثناء". وأكد على أن "الحوار لا يجب أن يحجب التمييز النظري، ونقاط الخلاف، ولا يمنع النقد أيضا، ولتكون كذلك، لا يجب على السياسي أن يخضع الفكري والثقافي لخدمة أجنداته السياسية والانتخابية، كما لا يجب التعامل مع الديمقراطية بانتقائية داخل المؤسسات الحزبية، وحرمان الرأي الآخر والمختلف من القدرة على التعبير والوصول". وشدد الكاتب على أن حركة قادمون وقادرون – مغرب المستقبل، "تراهن اليوم على رد الاعتبار للعلاقة بين السياسي والفكري لسد الطريق في وجه "الطراطير" خوفا من اغتيال دستور 2011 الذي تعتبره الحركة ثمرة مقاومة تاريخية ونضال بدون هوادة من أجل دولة القانون العادل والمنصف". اقرأ أيضا: المطلوب والممكن من أجل التجديد كما دعا المريزق الأحزاب إلى "تقدم الحلول الملموسة لتجاوز وضع الأزمة ببلادنا. وبدلا من التنابز السياسي، عليها أن تتجاوز مرحلة التقاليد القبلية، والسلطوية، والدغمائية، كما عليها أن تقدم نقدا ذاتيا قبل الحديث عن وضع البرامج والخطط أو تحديد المطالب والشعارات"، مبرزا أن الحركة جاءت للتخفيف من الإحباط والاستسلام والعزلة، واسترجاع الثقة في الوطن ومؤسساته، وصياغة وطرح القضايا الأساسية بكل جرأة ومن دون تردد وأوضح أن المطلوب الآن لتجاوز وضع الأزمة التي يعرفها المغرب، هو "إعادة بناء المؤسسات على قاعدة الكفاءة والإنتاجية والمردودية، والتخلص من تبعية الأحزاب السياسية للسلطة والقطع مع تحكم الأعيان في السياسة، وانجاز تقييم موضوعي لمسيرة المغرب منذ 1999 على ضوء النظام العالمي الجديد، وتقييم الوضع المغربي في ظل الاهتمام العالمي بحقوق الإنسان والحريات عامة". وأبرز المريزق أنه لتحقيق ذلك "يتوجب توجيه كل الطاقات البشرية في اتجاه المرونة والحوار لخلق شروط العمل المشترك والتوصل إلى تحالف عريض، مهما كانت الاختلافات في المنطلقات النظرية، وقطع الطريق على العناصر التخريبية داخل كل قوة سياسية، لوقف كل أشكال إهانة المعرفة وتسييد العبث".