وجد المغرب نفسه أمام حرب تجارية بين الولاياتالمتحدةالأمريكية ومجموعة من الدول، علاوة على عقوبات اقتصادية فرضتها أمريكا على مجموعة من كبريات الاقتصاديات العالمية منها روسياوالصينوتركياوإيران وكوريا وعقوبات جزائية تهدد بها الدول التي تتعامل مع بعض الدول المستهدفة بسلاح العقوبات الاقتصادية، بالإضافة إلى رفع الرسوم على منتوجات للاتحاد الأوروبي. ولأن المغرب من ضمن الدول المعتمدة على الخارج لتغطية حاجياتها من النفط والطاقة، ولأن المغرب فتح حديثا علاقات تجارية مع مجموعة من الدول المستهدفة بالعقوبات خصوصا روسياوالصين، تتوالى الأسئلة هل تتأثر المملكة بالعقوبات الاقتصادية والحرب التجارية؟ ما مقدار ذلك التأثر؟ كيف ستتعامل مع ارتفاع أسعار الطاقة؟ وقد حذر رئيس منظمة التجارة العالمية من حدوث عواقب وخيمة من خلال أي تصعيد آخر يطرأ على النزاع التجاري بين الدول الصناعية الرائدة. كما أوضحت منظمة التجارة العالمية من أن مشكلة الوضع الاقتصادي الحالي لا يقتصر على دول بعينها لكنه يحتم على المجتمع الدولي بأكمله التوصل لحل المشكلات. في قراءة تحليلية للموضوع، أكد خالد شيات أستاذ جامعي في العلاقات الدولية أن المغرب قد يتأثر من الحرب التجارية الأمريكية في حالة واحدة وتتعلق بارتفاع أسعار النفط والطاقة خصوصا بعد عودة العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران عقب إبطال إدارة الرئيس الأمريكي ترامب الاتفاق النووي مع إيران، موضحا أن المغرب سيتعايش معها. لكن شيات قلل من تأثر سلاح العقوبات الاقتصادية والحرب التجارية الأمريكية على المغرب من النواحي الأخرى، موضحا أن ذلك يرجع بالأساس إلى ارتكاز العلاقات التجارية المغربية على محور كبير هو الاتحاد الأوروبي، مضيفا أن علاقة المغرب بهذا المحور متينة حيث يصل إجمالي التبادل التجاري مع أوربا إلى 70 أو 80 في المائة حسب السنوات. وأضاف المحلل السياسي أن المغرب يعتمد في مبادلاته التجارية على دول الاتحاد الأوروبي خصوصا فرنسا وإسبانيا، موضحا أن هناك عامل جديد يقلل من تأثر المغرب هو توجهه إلى تنمية علاقاته مع دول القارة الإفريقية، إضافة إلى علاقاته مع الولاياتالمتحدةالأمريكية خصوصا بعد اتفاقية التبادل الحر. وأوضح شيات أن العلاقات المغربية الصينية جيدة ولن تمس بها الحرب التجارية الأمريكية مع الصين، فيما تظل علاقته مع تركيا متصاعدة رغم أنه يرى أنها في صالح تركيا باعتبار أن المغرب يستورد من تركيا أكثر مما يصدر نحوها، فيما يخشى أن يأتي التأثر من إيران إذا التهبت أسعار النفط والغاز. يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دشن حربا تجارية في جميع الأصعدة وفتح العديد من الجبهات منها الصين والاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك وروسياوإيران واليابان وتركيا وكوريا ما يعني أكثر من 33 بلدا، وقد انتقل الصراع إلى سوق صرف العالمية حيث تهاوت الليرة التركية، وهبط اليوان الصيني، وتراجع اليورو أيضا.