"وإني واثق أنهم لن يسمحوا لدعاة السلبية والعدمية، وبائعي الأوهام، باستغلال بعض الاختلالات، للتطاول على أمن المغرب واستقراره، أو لتبخيس مكاسبه ومنجزاته. لأنهم يدركون أن الخاسر الأكبر، من إشاعة الفوضى والفتنة، هو الوطن والمواطن، على حد سواء. وسنواصل السير معا، والعمل سويا، لتجاوز المعيقات الظرفية والموضوعية، وتوفير الظروف الملائمة، لمواصلة تنفيذ البرامج والمشاريع التنموية، وخلق فرص الشغل، وضمان العيش ." استوقفني في الخطاب الملكي لعيد العرش العلوي المجيد هذا النداء و هذا التوجيه لأنه كبقية محطات الخطاب الاخرى يعنينا جميعا. فانتقال صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره و أيده من صيغة المفرد في "إني واثق.." الى صيغة الجمع "و سنواصل السير معا.." لتعبير سديد على هذه الصِّلة و اللحمة التي تجمع العرش بالشعب حيث لا استكمال لهذه الثقة إلا بحضور ضمير جمعي موحد و مسؤول و ذلك من أجل قطع الطريق أمام المروجين للشعور السلبي المتشائم، أولئك الذين "يَرَوْن الشوك في الورود و تعمى أن ترى [أعينهم] فوقها الندى إكليلا". "والمغاربة الأحرار -يقول أمير المؤمنين نصره الله و أيده- لا تؤثر فيهم تقلبات الظروف، رغم قساوتها أحيانا. بل تزيدهم إيمانا على إيمانهم، وتقوي عزمهم على مواجهة الصعاب، ورفع التحديات." و بهذا تكتمل الوحدة في تمكننا جميعا كأحرار هذا البلد من تجاوز الصعاب و ربح رهانات التحديات بالايمان القوي و الواعي.