انطلقت مساء أمس الأربعاء بالقاهرة، فعاليات أسبوع السينما المغربية الذي ينظمه المركز السينمائي المغربي بتعاون مع وزارة الثقافة المصرية إلى غاية السابع من فبراير الجاري، وذلك بحضور وفد مغربي يتكون من مهنيين وسينمائيين وصحفيين ونقاد وممثلي الهيئات المشرفة على القطاع السينمائي بالمغرب . ويأتي تنظيم أسبوع الفيلم المغربي في القاهرة تنفيذا لاتفاق التعاون بين المملكة المغربية وجمهورية مصر العربية الموقع بالقاهرة بتاريخ 23 يونيو 1959، كما ينظم في إطار تدعيم وتطوير التعاون السينمائي بين البلدين. ويتضمن برنامج هذا الأسبوع عرض ستة أفلام طويلة وهي "دالاس" لعلي المجبود، و"مسافة ميل بحدائي" لسعيد خلاف، و"زينب، زهرة أغمات" لفريدة بورقية، و"الوتر الخامس" لسلمى بركاش، و"وداعا كارمن" لمحمد أمين بنعمراوي و "الوشاح الأحمر" لمحمد اليونسي، وستة أفلام قصيرة هي"نداء ترانغ" لهشام الركراكي، و"حوت الصحرا" لعلاء الدين الجم، و"همسات الزهرة" لغزلان أسيف، و"انتظار في 3 مشاهد" لعبد الإله زيرات، و"آية والبحر" لمريم التوزاني و"فوهة" لعمر مول الدويرة. كما سيتم التوقيع على اتفاق إطار بين المركز القومي للسينما بمصر والمركز السينمائي المغربي، يرمي إلى تعزيز التعاون السينمائي بينهما، وكذا على اتفاقية شراكة بين المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما بالرباط وأكاديمية الفنون "المعهد العالي للسينما" بالقاهرة. وقال محمد صارم الحق الفاسي الفهري ، مدير المركز السينمائي المغربي، في كلمة له في افتتاح هذه التظاهرة ، إن تنظيم أسبوع للسينما المغربية في القاهرة وأسبوع للسينما المصرية في الرباط في بحر السنة الجارية يأتي تخليدا لذكرى مرور 60 سنة على إقامة علاقات دبلوماسية بين المملكة المغربية وجمهورية مصر العربية، وهو ما من شأنه أن يرسخ البناء المتين للعلاقات الأخوية بين البلدين ويقوي إيمان القائمين على الشأن السينمائي بهما بضرورة العمل سويا على تدعيم وتطوير التعاون بينهم في هذا المجال. وأكد سعي المركز السينمائي المغربي إلى الدفع بعلاقات التعاون مع مصر في المجال السينمائي بكافة فروعه، وتعزيز حضور السينما المغربية والمصرية في المهرجانات المنظمة في كلا البلدين ،وخلق ديناميكية جديدة في إطار شراكة فاعلة تشمل الإنتاج المشترك وتبادل الخبرات . وتحدث محمد صارم الحق الفاسي الفهري عن تطور السينما المغربية من حيث الكم والكيف، بفضل دعم وجهود المركز السينمائي في مجال دعم إنتاج الأفلام، ورقمنة وتحديث وبناء القاعات السينمائية، ودعم تنظيم المهرجانات والتظاهرات السينمائية، وكذا في مجال تصوير الأفلام الأجنبية في المغرب من خلال مجموعة من التدابير التي كانت من اقتراح المركز وصادق عليها البرلمان المغربي لتدخل حيز التنفيذ خلال السنة الجارية. ومن جهته، تحدث سفيرالملك في القاهرة ،أحمد التازي، عن السياق الذي ينظم فيه هذا الأسبوع السينمائي المغربي، وقال إن هذه التظاهرة تمثل دفعة جديدة للتعاون الثقافي بين المغرب ومصر، الذي كان دوما هو الركيزة الأساسية في التقارب بين البلدين والشعبين المغربي والمصري، مشيرا إلى أن هذا الأسبوع يتزامن مع تظاهرة كبيرة أخرى هي استضافة مهرجان القاهرة الدولي للكتاب في دوره ال48 للممكلة المغربية كضيف شرف. وقال بخصوص دلالات اختيار هذه الفرصة لتنظيم الأسبوع السينمائي المغربي إن هذا الاختيار يمثل اعترافا بالمستوى المتميز للصناعة السينمائية والإنتاج السينمائي المغربي بالنظر لكون العاصمة المصرية التي تحتضن هذه التظاهرة هي عاصمة السينما العربية وتحتل الرتبة الخامسة من ضمن العواصم السينمائية العالمية، داعيا إلى العمل على جعل هذا الأسبوع فرصة أخرى للاستفادة المتبادلة والتعاون من أجل النهوض بالإبداع المشترك وتعزيز الانفتاح على الآخر. ومن جهته، تحدث الناقد المغربي عمر بلخمار عن الأفلام المغربية التي ستعرض ضمن برنامج هذه التظاهرة، وقال إنها نخبة من الأفلام القصيرة والطويلة الممتازة، تمثل ألوان الطيف في السينما المغربية، كلها مدعمة من الدولة ولكن دون أن تكون من صنف واحد أو أن تكون موجهة، بل إنها تعكس حرية تعبير وحرية الإختيار وتتميز بالتنوع. وأكد كل من مستشار وزارة الثقافة المصرية ،خالد عبد الجليل ، ورئيس قطاع العلاقات الثقافية فيها، من جهتهما، أن التجربة السينمائية المغربية تجربة جديرة بالإحترام وتستحق بجدارة الوقوف عندها، وأبرزا كذلك أنها تجربة فريدة في مجال دعم الصناعة ودعم تصوير الأفلام الأجنبية التي تريد تصوير أفلام عن المنطقة العربية والشرق الأوسط ، معربين عن الرغبة في الاستفادة من هذه التجربة ،وخاصة في مجال الأرشيف السينمائي والسينيماتيك وإعادة هيكلة المركز السينمائي القومي في مصر. وقد تم عرض الفيلم الطويل "دلاس" في افتتاح هذا الأسبوع السينمائي المغربي، وهو فيلم من إخراج وسيناريو علي المجبود، وتشخيص أمال الأطرش، وعز الدين دادس ، وسعاد العلوي ، وكمال كاضمي ،وعصام بوعلي. ويحكي الفيلم قصة مخرج يعاني من ضائقة مالية، ويجد نفسه مجبرا على إنجاز فيلم من إنتاج رجل أعمال ثري مولع بالسينما ، يحكي قصة حياة جد هذا الأخير ، لكن بطل الفيلم سيلقى حتفه إثر نوبة قلبية مفاجئة ليترك المخرج "دالاس" يائسا ليس له من خيار سوى إتمام تصوير الفيلم مستخدما جثة البطل. وستنظم اليوم الخميس في إطار هذا الأسبوع السينمائي ندوة حول التجربة المغربية في المجال السينمائي، والمجالات التي ميزت النهضة السينمائية في المغرب، وحول آفاق التعاون بين البلدين في هذا المجال في ضوء اتفاق إطار سيوقع بين المركز القومي للسينما في مصر والمركز السينمائي المغربي والذي سيحدد أوجه التعاون بين الطرفين.