ما كنت أبالي بخطابه لكن وضعت يدي على قلبي و هو يتبوأ منصب رئيس لجنة الخارجية في مجلس النواب و هنا أقصد النائب يتيم الماهر في البوكر و محلل القمار و هو صاحب المنهج في السياسة و من دعاة الأخلاق .وأنت تؤمن بمنهج سياسي ويستقيم رأسكَ معه ، عليكَ أن تدافع عنه بخطاب ينسجم مع جوهر ما تؤمن به ، وأن يكون دفاعكَ مسنودا بالحجة الدامغة والدليل الساطع ، وبأسلوب مرن وسلس تستطيع من خلاله إيصال ما تريده الى الآخرين ، فالخطابات وعلى مختلف أنواعها وأشكالها تحتاج إلى لباقة و حكمة و تبصر فكري عالي ، ولغة مهذبة لا تعرف التصحر . إلا أن الخطاب السياسي لهذا الأخير يضعه في خضم صراعات وتجاذبات هو في غنى عنها، لكون اسلوبه تسوده الشراسة و تنقصه الكياسة اللازمة اذ اعتاد على أن يثير زوابع تؤدي الى الشحن السلبي ، مما يصعب معه وضع الحلول ، وتصبح معه وسائل الاعلام التي تسوق الخطابات السياسية وسط قوة الخلافات أكثر خطورة من أسلحة الدمار الشامل . عرفناه بموجات العنف اللفظي و بالمسخ النخبوي في السنوات العجاف التي مرت علينا، عبر الخروج بخطابات شبيهة بالبالونات الفارغة ، وقريبة الى الألعاب البهلوانية التي لا تلامس سوى العواطف الساذجة وتثير الدهشة وتطرح سؤال التربية و الأخلاق موضع إشكال ، و عن نوع الإصلاح الذي يتحدث عليه صاحبنا و هو الذي لن يصلح حتى لسانه و لم يحرك ساكنا باتجاه الفساد و الاستبداد ، خطابات يتيم الفكر و الحس ،النقابي المزعوم، لا تدفع المعطلين للعمل و لا الفقراء الى رغيف الخبز، ليبقى هدفه لعب دور البطولة و إلهاء المخيال الشعبي من خلال السب و القدف . لا يدري يتيم الفكر و الحس انه في مقامرته الخطابية يحاول أن يدجج انحدار الخطاب دون أن يدرك أن العنف اللفظي يساهم في تضخيم الأزمات ، وانتشار التمزق . هو المربي الذي كان من المفترض فيه اعتماد خطاب سياسي رزين ، يكون أساسه وطن موحد قائم على التراحم دون التخاصم ، و النقاش الجاد و المسؤول، بعيدا عن لغة الانحطاط الأخلاقي ، القائمة على استهداف الأشخاص عوض الأفكار و التوجهات. إننا لسنا من أصحاب الخطابات السياسة المعاقة ، ولا من هواة ممارسة الفرقعات الاعلامية، وما يهمنا في كل السياسة هو الوطن ومستقبله ، ومصيره ، لن نجاريك وسنخاطبك بلغة نقية بعيدة عن دهاليز السب و القذف ، نقول لك يا يتيم الفكر : إن خطابك و خرجاتك التي تهدف للاثارة والتصعيد هي سبب مباشر للفتنة في المشهد السياسي ، و هو ما لا يستقيم مع إدعائكم الإعتدال في خطابات جوفاء ،تعبر بالواضح عن عجز أصحابها وإفلاسهم في طرح الخطاب المواطن الحريص على مصلحة الوطن والشعب . فتريث أيها المعلم و النقابي ، وأنت تنثر ما يجود به لسانك على مسامعنا ، تمهل قليلا عندما تتعارض تصريحاتك بعضها مع البعض الآخر ،وتأكدوا أن الكلمة مسؤولية كبيرة ، والخطاب حجة على صاحبه ، والتصريح مقياس للإختبار ، ولغة الشتائم والطعن والاتهام هي لغة العاجزين والفاشلين ، ومن يريد الخروج علينا بمظهر الغيور على الوطن، عليه التحلي بالخطاب المسؤول، المبني على الحوار الرصين الهادف لخدمة الجميع وصولا الى تحقيق المصالح الوطنية العليا. كفانا تصريحات للبؤس؛ فما عادت آذاننا تستحمل هذا السيل الهادر من الكلام العاجز عن تقديم طرح بديل ، و ان تزكم انوفنا بالنتن من القول و الفعل .