اختار حزب الاستقلال التضامن مع معتقلي حراك الريف وعائلاتهم، عبر القيام بزيارة ميدانية إلى أقاليم الحسيمة والناظور والدريوش، حيث قاد الأمين العام للحزب وفدا استقلاليا إلى الريف، أول أمس الجمعة، وعقد لقاءات تواصلية مع الساكنة ومناضلي حزب الميزان بالمنطقة. وعبر الأمين العام لحزب الاستقلال لساكنة أقاليم الريف عن تضامنه مع عائلات معتقلي الحراك، واصفا الأحكام الصادرة في حق أبنائهم بسجن "عكاشة بالدار البيضاء" ب"الثقيلة"، مبرزا أن الحكومة تقاعست عن أداء مهمتها في هذه المناطق، ولم تفتح حوارا مع الساكنة ما زاد من حدة التوتر في المنطقة. وانتقد الأمين العام لحزب الاستقلال طريقة تعاطي الحكومة مع العديد من الاشكاليات التي تعاني منها البلاد، موضحا أن حملة المقاطعة جاءت جوابا على تردي القدرة الشرائية للمواطنين، الأمر الذي كان يحتم على الحكومة اتخاذ إجراءات آنية و فورية، و هو الشيء الذي لم يحصل إلى اليوم. وفي السياق ذاته، أوضح بركة أن حزب الاستقلال اضطلع بمسؤوليته من موقعه في المعارضة، بحيث تقدم بمذكرة شملت اقتراحات بمقاربة شمولية لإصلاحات وإجراءات آنية كفيلة بالمساهمة في الحد من حالة الاحتقان التي يشهدها الشارع الوطني. ودفع بركة عن حزبه مغالطة أن حزب الاستقلال يكن العداء للريف، مشددا على أن العلاقة التي تجمع حزب الاستقلال بالريف ضاربة في القدم، مستحضرا فيها روح الزعيم الريفي المجاهد، عبد الكريم الخطابي. وقال الأمين العام لحزب الاستقلال، إن ورش جبر الضرر الجماعي بالحسيمة لم يكتمل والمشاريع التي تمت برمجتها لهذه الغاية كانت محدودة ولم تنجح، خاصة في جانبها التنموي. وعبر عن استعداد حزبه لأي نوع من أنواع المكاشفة والنقد الذاتي في أفق المصالحة مع الساكنة حول حقيقة ما حصل خلال سنتي 1958 و1959 بمنطقة الريف، مشددا على أنه مستعد لتصحيح العديد من المغالطات والافتراءات كذلك التي أٌلصقت بالحزب وحول مسؤوليته فيما وقع. كما أكد بركة أنه مستعد أيضا تمام الاستعداد لتقديم الاعتذار للمواطنين بهذه المنطقة، إذا ما ثبت فعلا تورط بعض أعضائه في ما حصل من مآسي، مشيرا أن حزبه ما يزال يفتخر بالمساهمات الجليلة لأبناء الريف في استقلال الوطن، وكان دائما وما يزال يخلد سنويا ذكرى معركة "أنوال".