(1) من أبشع الظواهر المدمرة للمجتمعات ان تنقلب فيها الموازين، فيصبح الحقُّ باطلا، والباطلُ حقا، والمعروفُ منكرا، والمنكرُ معروفا، والصدقُ كذبا، والكذبُ صدقا، والأمانةُ خيانة، والخيانةُ أمانة، والعدلُ ظلما، والظلمُ عدلا، والعزُّ ذلا، والذلُّ عزا، والنصرُ هزيمة، والهزيمةُ نصرا، والوحدةُ فرقة، والفرقةُ وحدة، والقوةُ ضعفا، والضعفُ قوة، والتقدمُ تخلفا، والتخلفُ تقدما، والحريةُ عبودية، والعبوديةُ حرية، والديموقراطيةُ استبدادا، والاستبدادُ ديموقراطية، والدفاعُ عن الحق إرهابا، والإرهابُ دفاعا عن النفس، إلى غير ذلك من الظواهر المحيرة التي لا يمكن أن تظهر إلا في المجتمعات التي فقدت كل مقومات الحياة، واستقالت من التاريخ، فلا تُحِسُّ منهم من أَحَدٍ أَو تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا… المشكلة هنا مركبة من وجوه.. أولا، تحول السلوك المنحرف إلى سلوك طبيعي، يتعايش معه الناس كما لو كان هو القاعدة وغيره الشاذ. ثانيا، دفاع أهل السلوك المنحرف عن سلوكهم بكل الوسائل بما في ذلك سفك الدماء وإزهاق الأرواح، والاعتداء على الحريات والأملاك الخاصة والعامة، ونهب الثروات، وانتهاك القوانين والأعراف، وغياب دولة القانون وسيادة لغة الغاب.. وثالثا، في هذا الصراع تنقلب معايير الحكم على كل شيء، فيتحول المَلاكُ مجرما، والمجرمُ ملاكا، وتتحول زبدة المجتمع من المصلحين الشرفاء والأصفياء الخُلَّص إلى مارقين ومتمردين وخارجين عن القانون، ويتحول الظلمة المفسدون إلى نخب تحظى بالاحترام والتقدير، ويُشار اليها بالبنان!! (2) قصة قوم لوط معروفة، وأتت تفاصيلها في كل الكتب السماوية السابقة، وأَجْملَهَا القرآن الكريم بصورة مميزة وقف من خلالها على مجموعة من المفاصل المرضية عند هؤلاء القوم، إلا إنها تتجاوزهم لتسلط الأضواء على ظاهرة عامة عبر خط زماني يمتد على طول الحياة الإنسانية ماضي وحاضرا ومستقبلا.. (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا، وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ، مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ، وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ).. لذلك لم يكن القصد من هذه المقالة سرد تفاصيل قصة قوم لوط بقدر ما سأركز فيها على عبر ودروس ترتبط بواقع الإنسانية عموما، وبواقع امتنا العربية والإسلامية خصوصا، فيما له علاقة بثنائية الصراع بين قوى الطغيان والاستبداد وبين القوى الحية التي تسعى لنهضة الأمة واستعادة موقعها بين الأمم سيدةً مهابة الجانب، وقائدةً مستقلة في قرارها، حرة في وعيها وقوية في إرادتها، وشامخة في بنيانها، وأصيلة رصينة في مبادئها وفكرها.. خلاصة القصة أن الله سبحانه وتعالى قد بعث سيدنا لوطا عليه السلام إلى قوم سكنوا قرية "سدوم"، كانوا مِن أفجر أهل الأرض، كانوا مع كفرهم بالله يقطعون الطريق، ويرتكبون أشنع وأقبح جريمة أخلاقية تنافي الفطرة. دعاهم إلى عقيدة التوحيد: (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ. إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ. فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ).. ونهاهم عن ارتكاب الفواحش والمنكرات: (ولُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ).. وأنذرهم وحذرهم مِن عذاب الله: (وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ).. فما كان منهم إلا ان كذبوا الرسالة وأغلظوا في التكذيب إلى حدد الشطط: (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ).. وتحدوا نبيهم واستمروا في الكفر وفعل الفاحشة مع التحدي والتبجح والاستهزاء بعذاب الله تعالى: (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ).. وتمادوا في غيهم وصلفهم إلى حد التهديد بالطرد والقتل بسبب مخالفة الرأي العام: (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ)، (لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ).. (3) بلغ الفجور في قوم لوط أنهم جاءوا بيت نبيهم عليه السلام بجموعهم، وزحفوا عليه حتى حاصروه من كل جانب، عندما سمعوا بقدوم شبان اليه، وما عرفوا انهم كانوا ملائكة العذاب المكلفين بتدمير القرية وإبادة أهلها المجرمين: (وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ..).. حاول أن يثنيهم عن تنفيذ ما جاءوا من أجله: (… فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ.).. إلا أنهم أصروا بكل وقاحة على بلوغ ما أرادوا بكل ثمن، ضاربين بعرض الحائط توسلات نبيهم: (… وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ).. توقع لوط ما وقع، ولذلك لم يكن متحمسا أبدا لقدوم هؤلاء الاضياف الذين لم يكن يعرف عند قدومهم أنهم ملائكة: (وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ).. لم يستسلم النبي لوط عليه السلام، وظل يدافعهم املا في ان يتركوه وضيوفه، بينما هم على حالهم ظلما وعلوا، لا يقيلون ولا يستقيلون: (قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ)، فما كان منه عليه السلام إلا ان يتوجه إلى الله داعيا ومستغيثا: (قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ)، فطمأنته الملائكة، وأطلعته على طبيعة مهمتها: (قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ).. (4) أغرب ما في القصة هو تهديدهم بطرد لوط ومن آمنوا معه من القرية إن هم استمروا في دعوتهم الإصلاحية.. كان قرارهم حاسما وقاطعا، لكن المذهل ما ساقوه من مسوغات لهذا القرار: (وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ، إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ)!! هذه هي لائحة الاتهام التي قدمها اهل "سدوم" والتي على أساسها قرروا طرد النبي والذين آمنوا معه! تضمنت لائحة الاتهام بندا واحدا لا ثاني له: (إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ)!!.. لا شيء غير أنهم يتطهرون!! هذه هي جريمتهم وحسب.. إنه انقلاب المعايير بشكل لا يمكن ان يصدقه عقل، لكنه حصل بالفعل.. وقف شهيد الفكر الإسلامي الأستاذ سيد قطب – رحمه الله – أمام هذه المشهد المذهل متأملا، فسطر في كتابه العبقري (في ظلال القرآن) هذه الكلمات التي تغني عن المطولات من المجلدات: "يا عجباً أومَنْ يتطهر يُخرج من القرية إخراجاً، ليبقى فيها الملوثون المدنسون؟ ولكن لماذا العجب؟ وماذا تصنع الجاهلية الحديثة؟ أليست تطارد الذين يتطهرون، فلا ينغمسون في الوحل الذي تنغمس فيه مجتمعات الجاهلية، وتسميه تقدمية وتحطيماً للأغلال عن المرأة وغير المرأة؟! أليست تطاردهم في أرزاقهم وأنفسهم وأموالهم وأفكارهم وتصوراتهم كذلك، ولا تطيق أن تراهم يتطهرون، لأنها لا تتسع ولا ترحب إلا بالملوثين الدنسين القذرين؟ إنه منطق الجاهلية في كل حين. إن أهل الفساد لا يقبلون إلا من هو مثلهم، ولا يثقون إلا فيمن هو على شاكلتهم، ولا يولون إلا من كان على نفس طريقتهم، ويطردون أهل الطهر والخير والفضل والشرف والأمانة، ويبعدونهم عن مواقع التوجيه والقيادة والريادة، ولا تسمع لهم كلمة ولا ينشر لهم مقال، يحاربون من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، يحاربون من يقول الحق ويفتي به ولا يخشى في الله لومة لائم، وتشن عليه الحملات... جريمة هؤلاء المصلحين هي الطهارة! طهارة النفس بالإيمان، وطهارة القلب بالإخلاص، وطهارة اليد بالعفة، وطهارة العرض بالعفاف.."… أما الشيخ محمد متولي الشعراوي امام المفسرين في القرن العشرين، فقد قال معلقا على القضية: (ما كان لهذه المقولة الواضحة والصريحة: "أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون" أن تخرج من الأفواه والقلوب المريضة إلا بقدر من الله وبحكمة منه سبحانه.. ليميز الله الخبيث من الطيب.. ويذهب الزبد ويبقى ما ينفع الناس.. هذه سنة الله عز وجل في هذه الحياة.. سنة التدافع بين أهل الحق والباطل، وسنة التمايز، ولن تجد لسنة الله تبديلا.. عجيبٌ أمر هؤلاء، فعِلَّة الإخراج عندهم وحيثيته (إِنَّهمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ).. سبحان الله، ومتى كان الطُّهْر ذنباً وجريمة تستوجب أنْ يخرج صاحبها من بلده؟! إنها نغمة نسمعها دائماً من أهل الباطل في كل زمان ومكان حينما يهاجمون أهل الحق، ويَسْعَوْن لإبعادهم من الساحة لتخلو لباطلهم. ومن عَدْل الله تعالى أن يظهر في منطقهم دليل إدانتهم وخُبْث طباعهم، فكلمة (يَتَطَهَّرُونَ) التي نطقوا بها تعني: أنهم أنفسهم أنجاسٌ تزعجهم الطهارة، وما أحلَّ الله من الطيبات، وكأن الله تعالى يجعل في كلامهم منافذ لإدانتهم، وليحكموا بها على أنفسهم..).. (5) هل هنالك علاقة بين قوم لوط وشعارهم (أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ، إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ)، وبين المجتمع الدولي وحلفائه من دول الاستبداد العربية في اغلبها الساحق، في حربها على حركات (الإسلام السياسي) في عالمنا العربي والإسلامي، وخصوصا حركة الاخوان المسلمين باعتبارها أقوى الحركات الإسلامية السلمية وأكثرها نضوجا من الناحية الفكرية والتنظيمية والسياسية، وأعمقها حضورا في أوساط الجماهير، ومعها حلفاؤها ممن يتفقون معها في كليات برامجها وإن اختلفوا معها في بعض التفاصيل؟! الجواب: قطعا هنالك علاقة.. منذ تأسيس جماعة (الإخوان المسلمون) كحركة دعوية سياسية تسعى لحماية الهوية الإسلامية للأمة، وتقاوم الحملات الاستعمارية الغربية الساعية إلى سلخ الشعوب العربية والإسلامية من هويتها الجامعة، تارة بقوة السلاح، وتارة بقوة الغزو الثقافي والفكري، وتارة من خلال دعهما اللامحدود للنخب السياسية العلمانية، وتمكينها من السيطرة على كل شيء خدمة لمصالحها وحماية لامتيازاتها، منذ تأسيسها وهي تواجه حملات شرسة تحمل نفس شعار قوم لوط وإن بصيغ جديدة عصرية كوصفها بالإرهاب، وبالتالي إخراجها خارج القانون، وإقصائها التام عن الحير العام اعتقالا وسجنا وقتلا وتشريدا ومصادرة وملاحقة وحرمانا من المشاركة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، إلى غير ذلك من الإجراءات الظالمة والغاشمة.. التحالف النجس والدنس بين اغلب الأنظمة العربية وبالذات في الشام ومصر والسعودية والامارات والبحرين، وبين النظام العالمي الذي تحكمه أمريكا وأوروبا من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى، يسعى لتحقيق مصلحة مشتركة واحدة لا ثانية لها.. أنظمة الاستبداد العربية ترفض (كما رفض أبو جهل وأبو لهب سابقا) الحل الإسلامي لأنه سيعيد السلطة إلى الشعب، ولن يكون لهم بذلك سلطان ولا كيان، وسيوزع الثروة بالشكل العادل بين أبناء الأمة، فلن تبقى في يد مستبد فاسد يرى الجغرافيا والديموغرافيا ملكا خاصا له ولحاشيته.. اما الغرب والشرق، فيرفض الحل الإسلامي لما يرى فيه من تهديد لمصالحة وامتيازاته ونفوذه، ولما يعلم من قدرة الإسلام في صياغة امة متحدية لا تقبل بالضيم، ولا ترضى بالدنية، ولا تستبدل بالكرامة الوطنية والقرار الحر بديلا مهما كان.. لكل ذلك التقى الطرفان على حرب الحركات الإسلامية السلمية ذات البرامج الناضجة والامتداد الشعبي الواسع والرصيد المثبت، ولم يجدوا من اجل تحقيق أهدافهم في تحييد هذه القوى الا شعار قوم لوط (أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ، إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ).. إذا كان التحالف بين الغرب وأنظمة الاستبداد العربية والنخب العلمانية الموالية لها، موجه ضد الحركة الإسلامية لعزلها شعبيا وسياسيا، لأنها تحمل مشروعا مجتمعيا يتعارض مع المشروع الغربي، فإن المصلحة المشتركة لهذا التحالف، تقتضي بالضرورة إزاحة الإسلاميين من المشهد العام، تحت ذرائع وتُهم أصبحت مبتذلة، وقد انكشف هذا التحالف بشكل سافر بعد وصول الإسلاميين إلى السلطة عقب ثورات الربيع العربي، حيث بدا واضحا أن هناك مخطط جاهز لإفشال التجارب الديمقراطية الوليدة. (6) يكفيني في النهاية العودة الى المفكر الإصلاحي عبدالرحمن الكواكبي الذي اكد ان داء الأمة يكمن في الإفساد المتعمد للسياسة والذي يتجلى في اغلب الاحيان بإنتاج المستبد حيث وصفه بكلمات عبقرية وردت في كتابه الشهير "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد"، قال فيها: (المستبد هو الذي يتحكم في شؤون الناس بإرادته لا بإرادتهم، ويحكمهم بهواه لا بشريعتهم، ويعلم من نفسه أنه الغاصب المتعدي، فيضع كعب رجله على أفواه الملايين من الناس يسدها عن النطق بالحق والتّداعي لمطالبته). وهذا ما دعاه لأن يعيش حياته لفكرة التحرر من الاستبداد والمستبدين فلاقى في سبيل ذلك ما لاقى، تماما كما يلقي أمثاله اليوم من علماء الجزيرة ومصر والشام وبلاد العرب والإسلام، وما يدفعونه من ثمن بسبب دفاعهم عن حق شعوبهم في الحرية والانعتاق. وقد أحسن حين وصف الدواء فقال: (المستبد إنسان، والإنسان أكثر ما يألف الغنم والكلاب، فالمستبد يود أن تكون رعيته كالغنم ذلا وطاعة وكالكلاب تذللاً وتملقاً. وعلى الرعية ألا تكون كالخيل إن خُدِمَتْ خَدَمَتْ، وإن ضُربت شَرست، بل عليها أن تعرف مقامها هل خُلِقت خادمة للمستبد؟ أم هي جاءت به ليخدمها فاستخدمها؟ والرعية العاقلة تقيّد وحش الاستبداد بِزِمامٍ تستميتُ دون بقائِهِ في يدها لتأمَنَ من بطشه، فإن شمخ هزت به الزمام، وإن صال ربطته).. * الرئيس السابق للحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني