ذكرت صحيفة (لاريبوبليكا) أن الرئيس الإيطالي لايزال يرفض تعيين الخبير الاقتصادي باولو سافونا المناهض للاتحاد الأوروبي و المدعوم من قبل خمس نجوم و رابطة الشمال لتولي حقيبة المالية، ما يؤخر تشكيل حكومة جديدة. وأضافت الصحيفة ، في عددها الصادر اليوم الأحد، أن رئيس الوزراء المكلف جوسيبي كونتي لم يتمكن من التوصل لاتفاق حول اسم وزير المالية واستكمال تشكيلته الحكومية، بسبب رفض الرئيس ماتاريلا اسم سافونا (81 عاما)، وتأكيده على الدفاع عن الدستور وصلاحيات الرئاسة. و حسب اليومية فإن رئيس الجمهورية الحريص على ضامن احترام المعاهدات الدولية وعلى الوفاء بالالتزامات الأوروبية لإيطاليا، "غير مقتنع بقدرة كونتي على مواجهة القوى السياسية التي سيضمها فريقه الحكومي". وسجلت اليومية أنه في ظل إصرار رابطة الشمال (اليمين المتطرف ) و حركة خمس نجوم ( الشعبوية ) على تعيين الخبير الاقتصادي المشكك في أوروبا وزيرا للمالية، مقابل رفض الرئيس ماتاريلا ذلك ، يرجح أن يستمر المأزق السياسي في إيطاليا إلى ما بعد غد الاثنين أو أكثر . وفي تعليقه على رفض الرئيس للإسم المقترح ، عبر ماتيو سالفيني زعيم الرابطة عن استيائه ، و في نفس الوقت عدم استعداده للتراجع عن موقفه حتى و إن أدى ذلك إلى "الإطاحة بنتائج الانتخابات"، و تنظيم اقتراع جديد بفضل تقدمه الكبير في استطلاعات الرأي. و قال سالفيني مساء أمس السبت أمام أنصاره "إما تبدأ الحكومة بالعمل في الساعات المقبلة أو من الافضل العودة إلى صناديق الاقتراع والحصول على الغالبية المطلقة". و حسب الصحف الإيطالية فإن سافونا يرفض بدوره التخلي عن تولي حقيبة المالية من أجل تسهيل إيجاد حل للأزمة السياسية غير مسبوقة في ايطاليا . و حسب محللين سياسيين فإن عدم إيجاد حل لهذا المأزق قد يرغم كونتي على التنحي و يعين الرئيس الإيطالي عندها رئيسا جديدا للحكومة لكن هذه المرة دون ان يسعى للحصول على موافقة الفائزين في الانتخابات التشريعية في الرابع من مارس لتشكيل "حكومة الرئيس"، أي حكومة تقنية لن تحظى في أي من الأحوال على الغالبية في البرلمان الذي تهيمن عليه الرابطة وحركة خمس نجوم. وستكلف هذه الحكومة بتسيير الأعمال الجارية حتى موعد الانتخابات التي قد تجرى على الأرجح في الخريف المقبل.