تحدث مجموعة من الفاعلون في المجال الإعلامي والحقوقي والسياسي، عن واقع الصحافة بالمغرب، في ظل ماتعيشه من تحولات جديدة خلال السنتين الأخيرتين. وأجمع المتدخلون في لقاء نظمته جمعية الحرية الآن و لجنة حماية حرية الصحافة والتعبير بالمغرب بالرباط تحت عنوان " إعلام تحت الحصار الصحافة بين القانون والواقع"، على أن الإعلام المغربي يعيش أسوء مراحله خلال السنتين الأخيرتين، نظرا لإرتفاع درجة الحذر والتضييق المالي الذي تعيشه أغلب الصحف والمواقع المستقلة. الإفريقي: تراجع الصحافة بالمغرب مقصود وممنهج واعتبرت الإعلامية فاطمة الإفريقي، أن تراجع واقع الصحافة بالمغرب مقصود، وأن هذا الوضع جاء نتيجة لتدمير روح المهنة من طرف الدولة، وخاصة القتل الرمزي لأسمائها الشجاعة. وواصلت الإفريقي في توصيفها لواقع الصحافة والإعلام بالمغرب، حيث أكدت على أن تراجع الواقع الحالي لمهنة الصحافة، يعود لتنامي بعض ما أسمتهم مواقع التشهير التي دمرت المهنة، وساهمت في انتشار الصوت الواحد والرأي الواحد. النويضي: غياب بيئة سياسية و قانونية ديمقراطية ساهم في تردي واقع الصحافة بالمغرب من جهته أكد المحامي عبدالعزيز النويضي، على تراجع مهنة الصحافة بالمغرب في السنتين الأخيرتين، مشيرا أن من بين أسباب التراجع يعود بالأساس لغياب البيئة الديمقراطية، الأمر الذي ينتج ويفرز لنا صحافة ضعيفة، وذلك في غياب مناخ الحرية والإستقلالية. وواصل النويضي حديثه عن أسباب تراجع واقع الصحافة في السنوات الأخيرة حيث قال " بالنسبة لي أعتقد أن التشريع في المغرب يذهب في إتجاه التضييق على حرية الصحافة والصحفيين"، معتبرا أن في القضايا السياسية لا يوجد استقلال للقضاء بالمغرب. وانتقد النويضي الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري "الهاكا"، حيث وصفها بالحكم الذي يدير مباراة لكرة قدم وهو أضعف من اللاعبين، فكيف لهذه الهيئة أن تقوم بدورها التقريري والاستشاري في ظل التركيبة السياسية الحالية. إحرشان: التعددية الإعلامية في المغرب غير صحية والجسم الصحفي غير قوي واعتبر عمر أحرشان القيادي في جماعة العدل والإحسان، أن من بين أسباب التراجع الذي تعيشه مهنة الصحافة في الظرفية الحالية، راجعا بالأساس إلى أن الجسم الصحفي غير قوي، بالإضافة إلى أن البيئة السياسية لا تساعد في أن تصبح لدينا صحافة قوية. وأكد إحرشان في تدخله، على أنه من غير المعقول أن يحاكم صحفيون في السنوات الأخيرة بالقانون الجنائي، عوض قانون الصحافة والنشر، مؤكدا على أن هذا يعتبر التفاف من الدولة على مدونة الصحافة والنشر . وتحدث إحرشان، على أن من تعيشه الساحة الإعلامية من تعددية ليس سليما، حيث أن التعددية الموجودة في المشهد الإعلامي رقمية وخادعة وليست نوعية حسب تعبيره. البلغيتي: تداخل سياسي واقتصادي ساهم في تراجع الصحافة وأقر الصحفي رشيد البلغيتي في تدخله، على وجود تراجع كبير لواقع الإعلام والصحافة بالمغرب، مؤكدا على أن هناك تداخل سياسي واقتصادي مالي هدفه ألا تترك مساحة لحرية الرأي والتعبير بالمغرب. حمودي: التحليل الجيد لواقع الصحافة لن يغير وضعها والتعبئة ضرورية لتجاوز الأزمة. وطلب عبد الله حمودي العالم الأنثروبولوجي المغربي، والأستاذ في جامعة برنستون في الولاياتالمتحدة في تدخله، على ضرورة وضع حلول جديدة للتقدم بواقع المهنة، معتبرا أن التحليل الجيد للواقع لن يساهم في تغييره نحو الأفضل. واختتم عبدالله حمودي حديثه في الأخير، حيث أكد على ضرورة حدوث تعبئة في الواقع الصحفي من أجل المساهمة في التقدم على مستوى الحريات العامة بالمغرب.