بدأ فيروس إبيولا الذي قتل آلاف الأشخاص قبل 4 سنوات، في الانتشار من جديد في إفريقيا، هذه المرة عبر دولة الكونغو الديموقراطية، حيث تخشى منظمة الصحة العالمية أن يصل الفيروس القاتل إلى العاصمة كنشاسا التي يقطنها نحو عشرة ملايين شخص، فيما شرعت السلطات بالتعاون مع الصحة العالمية في حملة للتطعيم ضد المرض. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، اليوم الاثنين، إن وصول فيروس إيبولا إلى مدينة كبيرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية أمر مقلق، مضيفا: "لكن المشهد يبعث على التفاؤل أكثر بكثير مما كان عليه عند الإبلاغ عن تفش كبير للفيروس في غرب أفريقيا في 2014". وأردف أدهانوم مخاطبا وزراء الصحة في مستهل الاجتماع السنوي للمنظمة الذي يضم أكثر من 190 دولة: "من المقلق وجود حالات إصابة بالإيبولا الآن في مركز حضري، لكننا في وضع أفضل بكثير للتعامل مع هذا التفشي مقارنة بوضعنا في2014″، متابع قوله: "يسرني أن أقول إن التطعيم يبدأ بينما نتحدث اليوم"، معربا عن سعادته برد الفعل الدولي السريع تجاه تفشي الفيروس. وحول مدى إمكانية وصول هذا الفيروس القاتل إلى المغرب، حاولت جريدة "العمق" الاتصال بوزير الصحة أنس الدكالي، إلا أنه يتواجد خارج المغرب، فيما ظل هاتف مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بالوزارة ذاتها، يرن دون جواب. وقد وصلت أكثر من 5000 جرعة تطعيم للكونغو الأسبوع الماضي، وذلك بعد مرور نحو أسبوع على الإعلان عن أول حالة إصابة مؤكدة بالفيروس. وحتى الآن، تم الإعلان عن 21 حالة إصابة بالفيروس، وفقا لبيانات وزارة الصحة حتى السبت الماضي، وهناك 25 حالة أخرى مشتبه بها أو محتملة من بين إجمالي عدد الحالات وهو 46 حالة. وبحسب منظمة الصحة العالمية، يسبب فيروس الإيبولا مرضاً حاداً وخطيراً يودي بحياة الفرد في أغلب الأحيان إن لم يُعالج، حيث تترواح فترة حضانة المرض، أي تلك الممتدة من لحظة الإصابة بعدواه إلى بداية ظهور أعراضه، بين يومين اثنين و21 يوماً. وقد ظهر مرض فيروس الإيبولا لأول مرة عام 1976 في إطار عدوتين اثنتين اندلعتا في آن معاً، إحداهما في نزارا بالسودان والأخرى في يامبوكو بجمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث اندلع في قرية تقع على مقربة من نهر إيبولا الذي اكتسب المرض اسمه منه.