المشاركون في مؤتمر التحالف من أجل الحكم الذاتي في الصحراء يقومون بزيارة لميناء الداخلة الأطلسي    عبد النباوي: العقوبات البديلة علامة فارقة في مسار السياسة الجنائية بالمغرب    نجاح باهر للنسخة الثامنة من كأس الغولف للصحافيين الرياضيين الاستمرارية عنوان الثقة والمصداقية لتظاهرة تراهن على التكوين والتعريف بالمؤهلات الرياضية والسياحية لمدينة أكادير    الاستيلاء على سيارة شرطي وسرقة سلاحه الوظيفي على يد مخمورين يستنفر الأجهزة الأمنية    كأس أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة.. وهبي: "أشبال الأطلس" يطموحون للذهاب بعيدا في هذا العرس الكروي    مأسسة الحوار وزيادة الأجور .. مطالب تجمع النقابات عشية "عيد الشغل"    تجار السمك بالجملة بميناء الحسيمة ينددون بالتهميش ويطالبون بالتحقيق في تدبير عقارات الميناء    موتسيبي: اختيار لقجع قناعة راسخة    سلطات سوريا تلتزم بحماية الدروز    القصر الكبير.. شرطي متقاعد يضع حداً لحياته داخل منزله    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأخضر    نشرة إنذارية: زخات رعدية قوية ورياح عاتية مرتقبة بعدد من مناطق المملكة    المغرب يتلقّى دعوة لحضور القمة العربية في العراق    الدولي المغربي طارق تيسودالي ضمن المرشحين لنيل جائزة أفضل لاعب في الدوري الاماراتي لشهر أبريل    تأخيرات الرحلات الجوية.. قيوح يعزو 88% من الحالات لعوامل مرتبطة بمطارات المصدر    الإنتاج في الصناعات التحويلية.. ارتفاع طفيف في الأسعار خلال مارس الماضي    المغرب يواجه حالة جوية مضطربة.. زخات رعدية وهبات رياح قوية    مُدان بسنتين نافذتين.. استئنافية طنجة تؤجل محاكمة مناهض التطبيع رضوان القسطيط    الشخصية التاريخية: رمزية نظام    فلسفة جاك مونو بين صدفة الحرية والضرورة الطبيعية    هذه كتبي .. هذه اعترافاتي    وزارة الأوقاف تحذر من الإعلانات المضللة بشأن تأشيرات الحج    العراق ولا شيء آخر على الإطلاق    المغرب ينخرط في تحالف استراتيجي لمواجهة التغيرات المناخية    إلباييس.. المغرب زود إسبانيا ب 5 في المائة من حاجياتها في أزمة الكهرباء    مسؤول أممي: غزة في أخطر مراحل أزمتها الإنسانية والمجاعة قرار إسرائيلي    تجديد المكتب المحلي للحزب بمدينة عين العودة    الصين تعزز مكانتها في التجارة العالمية: حجم التبادل التجاري يتجاوز 43 تريليون يوان في عام 2024    انطلاق حملة تحرير الملك العام وسط المدينة استعدادا لصيف سياحي منظم وآمن    الحكومة تلتزم برفع متوسط أجور موظفي القطاع العام إلى 10.100 درهم بحلول سنة 2026    العلاقة الإسبانية المغربية: تاريخ مشترك وتطلعات للمستقبل    الإمارات تحبط تمرير أسلحة للسودان    كيم جونغ يأمر بتسريع التسلح النووي    ندوة وطنية … الصين بعيون مغربية قراءات في نصوص رحلية مغربية معاصرة إلى الصين    رحلة فنية بين طنجة وغرناطة .. "كرسي الأندلس" يستعيد تجربة فورتوني    السجن النافذ لمسؤول جمعية رياضية تحرش بقاصر في الجديدة    ابن يحيى : التوجيهات السامية لجلالة الملك تضع الأسرة في قلب الإصلاحات الوطنية    فيلم "البوز".. عمل فني ينتقد الشهرة الزائفة على "السوشل ميديا"    المغرب يروّج لفرص الاستثمار في الأقاليم الجنوبية خلال معرض "إنوفيشن زيرو" بلندن    تقرير: 17% فقط من الموظفين المغاربة منخرطون فعليا في أعمالهم.. و68% يبحثون عن وظائف جديدة    مارك كارني يتعهد الانتصار على واشنطن بعد فوزه في الانتخابات الكندية    مهرجان هوا بياو السينمائي يحتفي بروائع الشاشة الصينية ويكرّم ألمع النجوم    إيقاف روديغر ست مباريات وفاسكيز مباراتين وإلغاء البطاقة الحمراء لبيلينغهام    جسور النجاح: احتفاءً بقصص نجاح المغاربة الأمريكيين وإحياءً لمرور 247 عاماً على الصداقة المغربية الأمريكية    دوري أبطال أوروبا (ذهاب نصف النهاية): باريس سان جرمان يعود بفوز ثمين من ميدان أرسنال    الأهلي يقصي الهلال ويتأهل إلى نهائي كأس دوري أبطال آسيا للنخبة    مؤسسة شعيب الصديقي الدكالي تمنح جائزة عبد الرحمن الصديقي الدكالي للقدس    نجاح اشغال المؤتمر الاول للاعلام الرياضي بمراكش. .تكريم بدرالدين الإدريسي وعبد الرحمن الضريس    حقن العين بجزيئات الذهب النانوية قد ينقذ الملايين من فقدان البصر    اختبار بسيط للعين يكشف احتمالات الإصابة بانفصام الشخصية    دراسة: المضادات الحيوية تزيد مخاطر الحساسية والربو لدى الأطفال    دراسة: متلازمة التمثيل الغذائي ترفع خطر الإصابة بالخرف المبكر    اختيار نوع الولادة: حرية قرار أم ضغوط مخفية؟    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إيران ومستنقع تندوف
نشر في العمق المغربي يوم 21 - 05 - 2018


التداعيات :
– قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع ايران
– اتهم المغرب ايران بتسهيل اتصالات حزب الله بالبوليزاريو عبر سفارته بالجزائر
– اتهم المغرب حزب الله بتدريب عناصر البوليزاريو و تسليمه صواريخ ستريلا و سام-9 و 11
– تفاعل المجتمع الدولي الايجابي مع القرار المغربي
– انكار الجزار و ايران و حزب الله للاتهامات المغربية
_
اعلنت المملكة المغربية مؤخرا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الاسلامية الايرانية على خلفية اتهامها بحسب معطيات بيان وزارة الخارجية المغربية بتقديم دعم عسكري سري بطريقة مباشرة عبر توفير الغطاء الديبلوماسي لكوادر بحزب الله اللبناني حتى يتمكنوا من ولوج بوابات الحدود الجزائرية وكدا انتقال اطرها الى مدينة تندوف لعقد لقاءات عمل مشتركة و بطريقة غير مباشرة من خلال تدريب عناصر الجبهة الانفصالية على اساليب حرب العصابات وتكوين فرق كوماندوز وتحضير عمليات عدائية ضد المغرب و تأييد الجبهة الانفصالية ضمنيا في طرحها الانفصالي لقيام جمهورية صحراوية و العمل على دعمها في استهداف المغرب في امنه و استقراره.
وانبرت العديد من المنابر الاعلامية مستعينة في ذلك برهط غير يسير من المحللين و الخبراء و الذين أجمعوا جميعا على ان تاريخ الجمهورية الاسلامية الايرانية كاف لتأييد ما جاء في البلاغ الرسمي المغربي و كون هذا الاخير كان جامعا مانعا لما وجب قوله و ملخصا لمسطرة سلكتها الدبلوماسية المغربية في اعلان موقفها السيادي و القاطع لكل تدخل أجنبي في ملف وحدتها الترابية، و عليه فتقييمنا للحدث سيتضمن نقطا ثلاث، أولهما الجهد الدبلوماسي، ثانيهما تفاعلات الدول المعنية و ثالثهما تحليل نوعية التهديد الذي قطع العلاقات.
أولهما : الجهد الدبلوماسي
اظهر البلاغ المغربي ان القرار السيادي المغربي يعيد تقديم تحذير ليس فقط على المستوى الثنائي بين الدولة المغربية و دولة أخرى و انما رسالة موجهة لأي دولة تضع يدها داخل الملف المغربي للوحدة الترابية، و لم تعتمد الخارجية المغربية فقط على ما تداوله الاعلام حول اجتماع بين بعض موفدي البوليزاريو و بعض المحسوبين على حزب الله في بيروت و انما ايضا على ما رصدته الخارجية المغربية عبر مصادرها من تحركات السفارة الايرانية و تواصلها مع مخيمات تندوف في استعراض واضح لتتبع المغرب لما يحدث داخل المخيمات بدقة و ما يجري ايضا على مستوى السفارة الايرانية و بالتالي يمكن تخمين ان التتبع المغربي لما يجري سيكون بكل تأكيد شاملا لتحرك البعثات الاجنبية داخل الجزائر، هذا الترصد و التتبع وضع على طاولة اجتماع السيد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بنظيره الايراني محمد جواد ظريف معززا التأكيد المغربي على وجود تنسيق و دعم أيراني لمليشيات البوليزاريو بشريا و لوجيستيا.
هذا الملف الذي انتقل من أجله السيد وزير الخارجية، ليس فقط عمل مراكز بحث علمية أو استنتاج دوائر الاعلام الحكومية التي تتابع ما ينشر على صفحات الجرائد و المواقع الاعلامية، و انما ملفا معززا بمعطيات دامغة نعتها السيد الوزير بال"دامغة" و هنا يحيلنا هذا النعت على اعتبار ان ما قدم معلومات استخباراتية موثوقة و معززة بأدلة مادية قد تكون صورا و وثائق قد جمعت من مصدرها و هذا ما أربك الخارجية الايرانية و جعلها تخرج بتصريح ضعيف حيث
اعتبر بهرام قاسمي المتحدث بإسم الخارجية الإيراني التصريحات المنسوبة الى وزير الخارجية المغربي بشأن تعاون أحد دبلوماسيي ايران مع جبهة البوليساريو بانه غير صحيح هو تتنافي مع الواقع، في حين استقبل السفير المغربي بالجزائر من طرف الامين العامل وزارة الشؤون الخارجية الذي اطلعه على "استنكار السلطات الجزائرية للتصريحات غير المؤسسة كليا والمقحمة للجزائر بطريقة غير مباشرة التي ادلى بها وزير الخارجية المغربي بمناسبة اعلان قطع علات بلده الدبلوماسية مع جمهورية إيران الاسلامية"، حسبما أكده الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية, السيد عبدالعزيز بنعلي شريف.
المملكة المغربية احترمت الاعراف الدبلوماسية المتعارف عليها في ما يخص العلاقات الدبلوماسية بين الدول، فمعاهدة فيينا لسنة 1815 اسست لتبادل البعثات الدبلوماسية ليتم تتميمها ببروطوكول ايسك لاشابيل سنة 1818 و بعدها الاتفاقية الدولية الموقعة بفيينا سنة 1961 و التي تحمل عنوان " الاتفاقية حول العلاقات الدبلوماسية" و التي تعتبر قيام العلاقات و تبادل البعثات الدبلوماسية لا يتم الا بعد اتفاق ثنائي بين الدول، هذه العلاقات تقطع في حالة وجود اختلاف حاد حول ملف او قضية ما و تقطع ايضا في حالة الحرب، و يتم قطع العلاقات اذا كان استدعاء سفير الدولة للتشاور غير كاف للتعبير عن موقف الدولة من نظيرتها بخصوص موقف ما كما حدث في هذه الحالة، بحيث أن وزير الخارجية المغربي و بعد تقديمه للأدلة التي تثبث تورط ايران في تدعم و تسليح البوليزاريو استقدم سفير المغرب بطهران معه في رحلة عودته الى البلاد و هو بذلك و بمجرد التحاقه بالوزارة اعلن قطع المغرب لعلاقاته بإيران كتحرك سيادي مغربي لإيقاف العبث الايراني و حشر نفسه في نزاع بعيد كل البعد عنه.
و عليه كان اللقاء بين الوزيرين أول خطوات اعلان القطيعة، بعدها استقدام السفير المغربي و تقديم تصريح صحفي للراي العام الوطني و الدولي حول خلاصات الزيارة و قرارات المغرب ليعلن الوزير ان السفير الايراني صار شخصا غير مرغوب فبه و لم يعد له مبرر للبقاء، و هنا يجب الايضاح ان قطع العلاقات الدبلوماسية و ان كانت تعني مغادرة السفير و كل الديبلوماسيين الا ان مصالح الدولتين في كل منهما قد تستمر تحت حماية سفارة اجنبية أخرى و تستمر مقرات السفارة و الاقامة بالتمتع بالحصانة الدبلوماسية اللازمة.
كما يمكن للمصالح القنصلية في البقاء بالرغم من ذلك لكنها لا ترتبط بعلاقات مصلحية مع السلطات السياسية لبلد الاستقبال، اذ تعنى بالحفاظ على المصالح المدنية و التجارية للرعايا الاجانب التابعين لتلك الدولة كما هو مبين في فصول معاهدة فينا لسنة 1963.
ثانيهما تفاعلات الدول المعنية
اعلان القطيعة بين الرباط و طهران مس في جوهره الدور المتآمر لدولة الجزائر و أبرز للمجتمع الدولي ان ما كان المغرب يحذر منه صار واقعا تترامى أطرافه على المنطقة و يجرها نحو عدم استقرار شامل كفيل بفتح جبهات جديدة للنفوذ الايراني بالمنطقة عبر تسهيل بناء جسر جيواستراتيجي بين المشرق، الخليج و شمال افريقيا، هذا الاخير لن يكون الا بوابة الجحيم التي ستشعل الصحراء الكبرى و تبعثر أوراق دول الساحل و جنوب الصحراء.
الرباط انطلاقا بدورها المتميز في بناء منظومة أمنية استباقية للتهديدات الارهابية و بحكم تعاملها مع شبكات التجنيد و الخلايا النائمة و الحديثة التشكيل بالمغرب و الدول المجاورة، صارت على دراية كافية لتحركات التهديدات الارهابية و خبيرة بالإشارات الضمنية للتوجهات الامنية في اطار محاربة الجريمة المنظمة و غسيل الاموال، و ما اطلاق المغرب لأقمار صناعية فضائية الا دليل على ان جمع المعلومات الارضية صار غير كاف بحضور جار شرقي يصرف الملايير من الدولارات لتطوير منظومات أسلحة، اجهزة تشويش و تسليح مليشيات من المرتزقة بجميع بؤر التوتر، و هذا و ان كان يذكرنا بالدور الفرنسي و الامريكي في السبعينات في القارة الافريقية فهو الان صار يمارس من طرف الجزائر لضمان وجودها كقوة اقليمية تستعمل هياكل الاتحاد الافريقي لضمان وجودها كوسيط لتفتي املاءاتها و تعد توافقات على مقاس مصالحها الغامضة و أجندتها الضبابية، و ليس من دليل خير مما قامت الجزائر به من اختطاف الحوار الوطني الليلي و محاولة تحويره خارج اتفاق الصخيرات، و ما قامت به من نسف اتفاق فصائل شمال مالي و فشلها في عقد تنسيق عسكري مع تونس كفيل بالقضاء على الارهاب الليبي على جبال الشعانبي.
هذا دفع بالجزائر لإنكار علاقتها بإيران و حزب الله ايضا و انكار دورها السلبي في احتضان البوليزاريو و دعمه بشتى السبل و هو ما تكذبه الوقائع و التي لا تحتاج لتأكيد مغربي بقدر ما تأتي من الجزائر نفسها، و خير دليل هو وجود 29 قتيلا من البوليزاريو من بينهم أطر تصنف بالعليا في التنظيم المرتزق ضمن ضحايا الطائرة العسكرية الجزائية المدنيين، هذه الطائرة و التي كانت متجهة لتندوف لتوصل هؤلاء المرتزقة بعد ان استكملوا تداريبهم العسكرية بثكناتها العسكرية ابن اعلان البوليزاريو الحرب على المغرب بعد تسللهم للمنطقة العازلة و اقامتهم منشئات عليها قبل ان يطالبهم السيد الامين العام للأمم المتحدة باحترام اتفاق اطلاق النار و الانسحاب. هذا الانكار كان قليل الحجة ضعيف البيان امام الميزانية الضخمة التي ترصدها الجزائر لهؤلاء المرتزقة و الذين لا دخل لهم غير المساعدات الانسانية التي يتلقونها من المجتمع الدولي، و التي ان كانت دخله الوحيد كما يدعي فهذا معناه أنها توجه للتسليح و ليس للأهالي المحتجزة بتيندوف و هو ما يعني سرقة المساعدات و تحويلها الى تجار الاسلحة بالسوق السوداء على اعتبارهم عصابة و ليس دولة ستتمكن من عقد صفقات سلاح وفق مقتضيات القانون، هذا الاخير الذي يجد نفسه معطلا من طرف الجزائر و التي تستمر في التستر على ايواء تلك العناصر و المرتبطة بتنظيمات و تشكيلات ارهابية تسبح في الصحراء الكبرى بما لها من تعبات متعددة و خطيرة.
على صعيد أخر كان قطع العلاقات الدبلوماسية الخبر الذي اثلج صدر دول الخليج العربي، لما تعانيه دولهم من صعوبات جيوستراتيجية نتيجة ارتفاع المد الشيعي داخل بلدانهم و فشلهم في احتواءه بالعراق، سوريا و اليمن، هذه الاخير و التي صارت مستنقعا يضم فصائل تدربها عناصر الحرس الثوري الايراني و تزودها بالمعدات العسكرية المتطورة، و صارت ايران قوة اقليمية تتقمص ادوار القوى العظمى ايام الحرب الباردة لتبرع في اندلاع حروب بالوكالة تتنصل منها بالبلاغات الصحفية و التي تنكر اشد الانكار اي دور لها بتلك الحروب.
دول الخليج و على رأسهم السعودية، اكدت وقوف المملكة الى جانب المغرب في حمايته وحدته الترابية، و هو ما حت حدوه عدة دول أخرى لتأكد على أن حدود المغرب مع الجزائر خاصة منطقة تندوف لا يجب ان تتحول الى يمن جديد، خاصة ان المغرب شارك بشكل فعال في عاصفة الحزم و يستمر في اطال عملية ما يعرف بإعادة الامل لليمن، كما يساهم المغرب بشكل فعال في أمن و حماية دولة الامارات و السعودية و يقيم رفقة الاردن لمخيم للاجئين السوريين يهر على ارسال المساعدات اليه.
على المستوى الاوروبي، لم تصدر تصريحات حول الموضوع لانشغال الجميع بملف ايران النووي و الذي صار مثيا للجدل بعد اعلان الرئيس الاسرائيلي نجاح الموساد في سرقة عشرات الالاف من الوثائق السرية و التي دفعت بالرئيس الامريكي بإعلان 12 ماي تاريخ القرار الامريكي بخصوص استمراره من عدمه في الاتفاق النووي الايراني مما خلق مواقف متباينة بين الاتحاد الاوروبي المتمسك به و بين ايران المهدد باطلاق برنامجه النووي و بين الولايات المتحدة و اسرائيل و القاضية بالانسحاب.
ثالثهما تحليل نوعية التهديد الذي قطع العلاقات
تصريح وزير الخارجية المغربي قدم مفاتيح ثلاثة لنوعية التهديد المؤدي لقطع العلاقات، اول المفاتيح، تنسيق عسكري بين حزب الله و البوليزاريو، المفتاح الثاني تزويد البوليزاريو بصواريخ ستريلا و سام-9 و سام-11 و الثالث خيوط ايران الغير مباشرة في الصحراء المغربية.
المفتاح الاول : تنسيق عسكري بين حزب الله و البوليزاريو
ان حزب الله اللبناني و الذي يملك عناصر و كوادر مدربة و ذات حنكة، تستفيد بشكل مستمر من التأطير و الدعم المباشر من الحرس الثوري الايراني و الذي يملك مصادر تمويل لا يستهان بها اضافة الى ترسانة اسلحة متجددة و متطورة منها صواريخ باليستيةطويلة المدى، منها ما هي في انفاق الاطلاق تنتظر ، و ما سربت للحوثيين باليمن و ها يوجد قد التطوير.
وجود عناصر حزب الله ينذر بنقل التجارب المعتمدة لمحاربة الجماعات الارهابية التابعة لداعش و جبهة النصرة و تنظيم أهل الشام و كذا الجيش السوري الحر الى الصحراء، باعتماد اساليب بناء الانفاق و الكمائن و قدرات الترصد و المناورة اضافة الى الاستدراج والاستنزاف، و لا يستبعد هنا نقل تقنيات و تكنلوجيا متطورة للمساعدة على القيام بذلك.
فتواجد حزب الله بلبنان ابان الحرب الاهلية و ما قمت به من دور في اجيج الصراع بيم مختلف الكتائب اللبنانية في الثمانينات اسوة بحركة أمل و تحول بيروت الى معترك لحرب العصابات و القتل الدمار لكفيل بتخيل مدى خطورة هذا الزواج الغريب بين البوليزارو و حزب الله بما يمكن من نقل عناصر التنظيم الى داخل المدن المغربية أو التجمعات المغربية بالمدن الغربية لأحداث الكثير من الأذى و الدمار و زرع الرعب في نفوس المواطنين كوسيلة لخلق البلبلة و تأجيج الصراعات الداخلية و تحويل مجهودات المغرب لحل الازمة الى تبني موقف الحرب على المرتزقة و انطلاق اعمال عسكرية تحول تندوف و المنطقة العازلة الى يمن جديد، فخطة الجزائر و معها حزب الله في نقل البوليزاريو شرق الحزام الامني لإرباك المغرب و دفعه لاستعمال القصف الجوي كانا كفيلين باعطاءهم الدريعة للرد و بالتالي خلق بؤرة توتر ايرانية جديدة تدفع الحرس الثوري للزحف نحو الصحراء لإقامة قواعد و استقدام معدات بمباركة من الجزائر و التي ستترك المرتزقة لإيران و تتفرغ لحشد الادانة و طلب عقد جلسة عاجلة بمجلس الامن لاتهام المغرب بخرق اتفاق اطلاق النار و ضرب المدنيين و ابادة الشعب الصحراوي حسب منطقها.
المفتاح الثاني: تزويد البوليزاريو بصواريخ ستريلا وسام-9 وسام-11
و لكون الحرب تحتاج بعض العتاد التقليدي، زودت ايران المرتزقة بصواريخ ستريلا الروسية الصنع و التي تعتبر من الصواريخ المحمولة و السهلة الاستعمال و التي اظهرت فعاليتها في ضرب الطائرات المدنية و العسكرية.
هذا الصاروخ يختلف في مميزاته عن صواريخ ستينجر، يبقى محدود الاهداف و غير دقيق في تتبع هدفه، فمجساته الحرارية ليسك دقيقة بالشكل الذي يجعلها تصل الهدف المحدد، اذ لا يتمكن الا من اصابة اهدافه الحرارية التي توجد في حالة توهج شديدو يقدر ثمنه بين 500 الى 5000 دولار سنة 2003، غير ان الذي يعرفه حلف شمال الاطلسي تحت رمز SA-14 « Gremlin » هو نسخته الثالثة ستريلا 3و هو الصاروخ الاكثر انتشارا في العالم منذ بداية صنعه في السبعينات اذ يستعمل من طرف حوالي 56 دولة و ميليشيا او جماعة ارهابية، وهذا الاخير يقدر ثمنه ما بين 10000 و 20000 دولار، و يتميز بمجسات اف ام لا تتأثر بالتشويش و المتوهجات الوهمية.
بوزن يبلغ 10 كيلوغرامات و طول قدره متر و نصف تقريبا، يتميز بسرعة 1476 كلم في الساعة و مدى يصل الى 4.1 كلم على ارتفاع يتراوح ما بين 30 الى 2300 متر، يتمكن هذا الصاروخ من ضرب اهدافه بدقة، و هو بوجوده ضمن الترسانة العسكرية فهذا معناه استهداف طائرات القوات المسلحة من الارض و محاولة النجاح في تجارب حزب الله في اسقاط طائرات التحالف بسوريا الفاشلة مما يمكنها من دراسة امكانية تطوير قدراتها و خلق جيل جديد من صواريخ ستريلا المعدلة و اعطائها احد الاسماء التي دأبت ايرن على اطلاقها على مشاريع صواريخها الباليستية.
و قد جاء في صحيفة البيان بتاريخ 30 شتنبر 2002 ان حزب الله تمكن من استبدال ترسانته من صواريخ ستريلا 2 SA-7 بصواريخ متطورة من فئة ستريلا 3 SA-18 و المزودة بمجسات حرارية جد دقيقة تمكن من مواجهة الهدف بدل تعقب مصادره الحرارية ، الامر الذي اصبح تهديدا خطيرا للمغرب و خلق جوا من الاندفاع لدى البوليزاريو حتى صارت تلوح بالحرب كل حين.
اما بخصوص الصواريخ سام 9 و سام 11 و هي صواريخ ذاتية الاطلاق من منصة متحركة تتكون من بطارية تطلق 6 صواريخ في آن واحد على اهداف مختلفة و هي الجيل الاول من صواريخ ستريلا طورت سنة 1972 من طرف الاتحاد السوفياتي آنذاك، تتميز الجزائر بامتلاك ترسانة هامة منه و طوله متران، يزن 30 كيلوغرام على مدى يتراوح بين 8000 متر و سرعة تعادل سرعة الصوت و نصف، يستعمل عادة في المعارك القصيرة المدى و التي تعتمد على الاصابة المباشرة للهدف في جو صحو بالنسبة لسام 9 اما سام 11 فهو من الصواريخ الموجهة بواسطة الرادار، غير ان صيغة مطورة من هذين الصاروخين تم طرحها تحت مسمى ستريلا 10.
و رغم شح المعلومات حول صواريخ سام و قلة المصادر التي تعنى بتقديمها للمحللين و المتتبعين الا ان ما يثير الانتباه هو التاريخ الاسود لهذين الصاروخين في سجلات القارة الافريقية و التي اعتبرت المجال الخصب الذي عرف استعمالها في حروبه و انقلاباته منذ 1978 و جلها طائرات مدنية و يجدر الاشارة الى ان جبهة البوليزاريواستعملتهايوم 8 من دجنبر سنة 1988 ضد طائرةمساعداتDC-7 تابعة لوكالة التعاون الامريكية USAID وفق احصائيات موقع globalterrorwatch واسفرت عن مصرع 5 اشخاص.
المفتاح الثالث : خيوط ايران الغير مباشرة في الصحراء المغربية
مع انطلاق الثورات العربية و اختلاط اوراقها بتحول بعضها لنزاعات مسلحة بين اطراف متناحرة حول السلطة، كل يدعي الشرعية من جهته، صار لزاما البحث عن مصادر اسلحة و عتاد و كدا اطر عسكرية تمكن من مواجهات الات القمع و التي تبرر استعمالها للقوة بضرورة مكافحة الارهاب، صار لايران حلفاء متعددون يحتاجون ما لديها من امكانيات بالمقابل سيكون لزاما عليهم تكثيف التعاون العسكري باقتناء الصواريخ الباليستية المحلية الصنع، تأهيل الجيوش العسكرية و تبني المقاربة الايرانية في ما يخص العلاقات الدولية و تخويلها السبق الاقتصادي في مجال البحث عن اليورانيوم، النفط و الغاز و فتح اسواقها للمنتجات الايرانية مع غض الطرف عن نشر التشيع و القبول بالفوارق المذهبية في اطار الانحراف عن مذهب المالكية الوسطية، و بطبيعة الحال القبول بولاية الفقيه و التسامح مع قيام مرجعيات قد تصبح مستقبلا الموجه للبلاد كا هو الشأن لمقتدى الصدر، السيستاني و آية الله.
اشعال فتيل حرب مع المغرب سيرمي بالجزائر في احضان ايران التي لم تدن المجازر اليومية لنظام بشار الاسد و لم تسجل موقفا ايجابيا من عاصفة الحزم، بل ساهمت في توغل حزب الله في رمال الصحراء مما يعني ضمنيا تواصله ليس فقط مع البوليزاريو و لكن ربما مع الجماعات المسلحة الدائرة في فلك المرتزقة و التي عبرها تتمكن ايران من ضبط ايقاعها لتصبح شيئا فشيئا تخدم بعض مصالحها و ترفع ضغطها لتشد الخناق حول المغرب و الذي تمكن بفضل زيارة ملكه من فسح افاق اقتصادية و سياسية واعدة في القارة الافريقية، و هو ما لم تنظر اليه بعين الرضى و جعلت من مواجهة المغرب على لسان وزير خارجيتها من اعتباره تابعا للولايات المتحدة و تل ابيب لعنوان على مدى احتدام الصراع هو الكعكة الافريقية حتى تحشر ايران انفها في رمال الصحراء لإغاظة المغرب و هو خطا استراتيجي قامت به طهران و فضح اطماعها التوسعية كما احرج النظام الجزائري الذي حشر في الزاوية و ظهر بمظهر المشاغب الذي يلعب بالنار قرب برميل البارود في بلاهة لا يدرك تبعاتها الخطيرة على امن و استقرار المنطقة.
*باحث في الدراسات الدولية و الدبلوماسية _ جامعة محمد الخامس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.