رداً على قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إيران بسبب تسليح وتمويل وتأهيل جبهة البوليساريو عبر حزب الله اللبناني الشيعي، أكد التنظيم الانفصالي أنه يسعى إلى علاقات قوية ومتينة مع طهران وحزب الله، الذي تتهمه المملكة بتسليح الميليشيات بأسلحة ثقيلة شملت خصوصا أسلحة "سام 9" و"سام 11" و"ستريلا". وقال من يُسمى بوزير داخلية البوليساريو، مصطفى السيد، إن "اتهامات المغرب لإيران وحزب الله بدعم جبهة البوليساريو عسكرياً أبعد ما تكون عن الحقيقة، لأن الصحراويين يملكون جميع الأسلحة والصواريخ المتطورة بين أيديهم منذ سنوات". وأكد متانة علاقات التنظيم الصحراوي مع طهران قائلاً: "لدينا سفارة في طهران لكنها مغلقة دون طاقم، ونحن نبحث تطوير علاقاتنا بإيران، وفي كل مرة كان المغرب يقف في وجه مساعينا لذلك كما حصل في الهند وصربيا حين استطاع المغرب أن يؤثر ويفسد خططا بإرجاع العلاقات". وأورد القيادي الانفصالي في حوار مع وكالة "سبوتنيك" الروسية أن "جبهة البوليساريو تُريد شراكة قوية مع حزب الله، وقد ذهبنا إلى بيروت مراراً وطلبنا لقاء قيادة حزب الله لكن لم نوفق"، مشيراً إلى أنه "من حيث الأسلحة صحيح أن حزب الله لديه أسلحة متطورة لكن نحن لا نحتاج من إيران أو حزب الله لأسلحة، وحين فرض المغرب الحرب سهل علينا الحصول على الأسلحة". وتابع المسؤول ذاته وهو يُحاول إخفاء العلاقات العسكرية مع حزب الله: "نحن حركة قوية ومتطورة وشعب صامد في أرض صحراوية مكشوفة لا جبال ولا غابات فيها وخضنا حروبا وانتصرنا. وحركة مثل البوليساريو لديها الخبرة والتجربة ولا تحتاج إلى تدريب من حركة أخرى". ووجه المتحدث اتهامات مباشرة إلى السعودية بالوقوف وراء الموقف المغربي، معتبراً أن "الرباط والرياض وتل أبيب يبحثون عن توتر دولي وأجواء الحرب ويسعون لذلك"، وأضاف: "قرار قطع علاقات المغرب مع إيران له علاقة أكيدة بزيارة وزير الخارجية المغربي لإسرائيل وبالضغط السعودي على الرباط". اتهامات من يسمى بوزير داخلية البوليساريو سبق أن رد عليها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، نافياً أن يكون قرار قطع العلاقات مع إيران مرتبطا بالأوضاع في سوريا أو الشرق الأوسط بشكل عام، مؤكدا أنه يخضع لمصالح ثنائية. ورفض المسؤول الحكومي أن يكون لقطع العلاقات تأثير على الشعب الإيراني أو المذهب الشيعي، بل يخص التحالف بين إيران وجبهة البوليساريو فقط، مشددا على أن القرار اتخذ لاعتبارات ثنائية صرفة، ولا يرتبط بأي تطورات إقليمية أو دولية، ولم يتخذ تحت أي تأثير أو ضغط. مواقع دولية أكدت خلال تفاعلها مع القرار المغربي أن إيران تعترف من خلال أعلى سلطة فيها بالتدخل في شؤون الدول الأخرى، وقالت إن مرشدها آية الله علي خامنئي أقر في مناسبات كثيرة بإصرار طهران على التدخل في شؤون دول عربية عدة، منها اليمن والبحرين وفلسطين ودول أخرى. ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إيرنا" عن خامنئي حرص إيران على مساعدة "قدر استطاعتها" من وصفهم ب"المظلومين" في المنطقة. وقال خامنئي قبل عامين، في كلمة أمام زعماء إيرانيين ودبلوماسيين من دول العالم الإسلامي، إن أمن الخليج "من مصلحة الجميع"، معتبراً أنه "إن لم يكن آمنا فسيكون غير آمن للجميع". وأوضحت المصادر الإعلامية أن تصريحات خامنئي "تدل على أن إيران تُحاول توسيع نفوذها في المنطقة بطريقة عدوانية عبر التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة".