اعتبر الداعية السلفي حماد القباج، أن "بنكيران يخط صفحات مشرقة في تاريخنا المعاصر، ويروض ديناصورات وضعت عقبة في طريق مغرب المؤسسات والديمقراطية واحترام إرادة الناخب". وأضاف رئيس مؤسسة ابن تاشفين للدراسات المعاصرة، أن بلاغ بنكيران الصادر أمس الأحد، "يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن رئيس الحكومة المنتخب لا يعمل فقط لتشكيل حكومة 2016-2021، بل يناضل من أجل خلق واقع سياسي فيه ممارسة ديمقراطية حقيقية تحترم فيها إرادة الناخبين، ولا يبقى السياسي المنتخب رهينا للتحكم السلطوي وأداة للتلاعب بمصالح المواطنين ". وقال القباج في تدوينه له: "لو كان حب الكرسي والامتيازات حاضرا في حسابات السيد بن كيران، لجعل من نفسه أداة طيعة في يد السيد أخنوش الذي يملك أدوات ضغط قوية". وصف بنكيران بأنه "زعيم وطني يشرف المغرب والمغاربة، ويفرض على كل مغربي حر وطني دعمه في هذا النضال المشرف ". القباج أشاد في تدوينة أخرى بحزب الاستقلال، مشيرا إلى أن حزب الميزان "اتخذ موقفا ينم عن ذكاء سياسي يثير الإعجاب وقدرة كبيرة على المناورة". وكتب القباج: "حاول حزب التجمع الوطني للأحرار استغلال تصريحات السيد حميد شباط عن موريتانيا، وضغَطَ من أجل عدم مشاركة الاستقلال في الحكومة، لكن حزب الاستقلال بوطنيته المتجذرة وحنكته السياسية التي راكمها تاريخيا، قلب الطاولة على حزب التجمع وفوت عليه مقصد إضعاف بنكيران في الحكومة، فأعلن دعمه للأغلبية ولو لم يدخل للحكومة ". وتابع قوله: "كانت مصلحة الوطن تفرض على السيد أخنوش أن يسلم لهذه الهزيمة ويكتفي بما اشترطه أولا من عدم دخول الاستقلال للحكومة، لكنه أخطأ وأسرف وتجاوز اللياقة فأضاف شرط إدخال حزبي الاتحاد الدستوري والاشتراكي للحكومة، وهذا يدل -في نظري- على ضعف كبير في الكفاءة السياسية وفن المناورة ". واعتبر أن "هذا الخطأ سيمكن المؤسسة الملكية من التدخل لوضع حد لهذا اللعب المكشوف الذي بدأ ب"مهزلة مسيرة الدارالبيضاء" وقد لا ينتهي ب"مهزلة البلوكاج" وشروطها الموغلة في الاستهانة بإرادة الناخبين ومصلحة الوطن "، مضيفا في التدوينة ذاتها: "كل التحية والدعم لصمود الأحزاب الوطنية: العدالة والتنمية والاستقلال والتقدم والاشتراكية". وكان رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، قد أعلن أن الكلام بينه وبين أخنوش والعنصر انتهى، بعدما تجاهل رئيس التجمع الوطني للأحرار الرد على السؤال الذي وجهه إليه يوم الأربعاء حول رغبته من عدمها في المشاركة في الحكومة. وقال بنكيران في بلاغ توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه: "وبهذا يكون قد انتهى الكلام مع السيد أخنوش، ونفس الشيء يقال عن السيد امحند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية".