قال المحلل السياسي عبد الرحيم العلام إن "حزب الاستقلال سيكون هو وسيلة التفاوض القوية في يد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران مع رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، حتى لا يطالب عزيز أخنوش بتنازلات أخرى، من بينها وقف الدعم الموجه للفقراء، واجبار بنكيران على التخلي عن الأمانة العام لحزبه، بالإضافة إلى مجموعة من الشروط غير المعلنة". وأشار العلام في تصريح لجريدة "العمق" أن بلاغ حزب العدالة والتنمية أمس الثلاثاء هو "بلاغ تفاوضي، يقدم رجلا ويؤخر أخرى ولا يريد أن يقرر إن كان سيكون حزب الاستقلال معه أو لن يكون، ولكنه فضل أن ألا يكشف جميع أوراقه في التفاوض مع أخنوش، وأراد أن يحتفظ بهامش من المناورة، لأنه لحد الساعة لم يحسم مع حزب الاستقلال بشأن مستقبله في الحكومة، حتى إذا وقع تعثر مفاجئ في تشكيل الحكومة مع أخنوش يمكن أن يعود إليه في أي لحظة". وأكد مضمون البلاغ الغامض مفاده أنه "لا يريد أن يتفاوض مع أخنوش وهو منذ البداية يقدم تنازلا واضحا. فهو يريد أن يقدم تنازلا في إطار رزمة تُجبر الأطراف الأخرى على تقديم تنازلات مماثلة"، مشيرا أن "لقاء بنكيران اليوم بأخنوش كشف أن رئيس الحكومة لم يتخلى نهائيا عن الاستقلال، بل هو موجود في الحكومة بصيغة أو بأخرى، كأن يتم منحه مثلا رئاسة مجلس النواب، أو استوزار أشخاص قريبين من حزب الاستقلال من أجل تكليفهم بقطاعات معينة". وأوضح أن التصريح الذي قال فيه أخنوش بعد لقاء رئيس الحكومة، إنه سيلتقي بشركائه؛ حزبيْ الاتحاد الدستوري والحركة الشعبية من أجل مناقشة العرض الذي قدمه له بنكيران بهذا الخصوص، أنه "لن يناقش العرض مع الأحزاب المذكورة، بل سيناقشه مع الذين حملوه أمانه ما سيقوله لبنكيران، وليس مع الاتحاد الدستوري والحركة الشعبية"، بحسب تعبيره.