أوضحت والدة التلميذ إبراهيم بن منصور الذي كشف تعرضه لاعتداء من طرف رجل سلطة وأفراد بالقوات المساعدة بمدينة طنجة، أن الحالة الصحية لابنها تتدهور يوما عن آخر، مشيرة إلى أنه لا زال يرقد بمستشفى محمد الخامس بطنجة، ويتعرض بين الفينة والأخرى لنوبات آلام حادة، داعية الدولة إلى إنصافه وإنقاذ حياته. منع الزيارة وقالت الأم في اتصال لجريدة "العمق"، إن ابنها البالغ من العمر 19 عاما، يشتكي مرارا من آلام حادة على مستوى البطن والرأس، ولم ينم الليلة الماضية بسبب أعراض الإصابة التي تعرض لها، مشيرة إلى أن الأزمة النفسية التي تعرض لها، تزيد من معاناته ومعاناة أسرته، لافتة إلى أنها ستأخذه إلى طبيبة نفسي بعد غد الإثنين لمعاينة وضعيه. وكشفت المتحدثة أن مسؤولين لا تعرفهم، يقفون عند باب الغرفة التي يتواجد بها ابنها بمستشفى محمد الخامس بطنجة، ويمنعون الجميع من زيارته باستثناء والديه وأشقائه، دون أن يوضحوا السبب، مضيفة أن والده يعيش ظروفا نفسية صعبة بسبب ما وقع لابنه، خاصة وأنه مصاب بمرض السكري. وأكدت في الاتصال ذاته، عدم منح ابنها أي شهادة أو وثيقة طبية جديدة تكشف خطورة الإصابات التي تعرض لها، باستثناء شهادة طبية سابقة تثبت عجزه لمدة 16 يوما، موضحة أن الأسرة تنتظر من الطبيب المشرف على ابنها إعداد تقرير للحالة الصحية للشاب من أجل معرفة مدى خطورة الاعتداء وطرق العلاج المناسبة. انهيار عصبي وتعرض التلميذ إبراهيم بن منصور لحالة نفسية حادة مع حالة كآبة وانهيار عصبي حاد، يمكن أن يترك آثارا نفسية مدى الحياة، ناتجة عن تعدي وقع يوم 21 أبريل على الساعة السابع و14 دقيقة، حسب ما جاء في شهادة طبية موقعة من طرف طبيب نفسي بطنجة يوم 24 أبريل الماضي، اطلعت جريدة "العمق" على نسخة منها. التلميذ إبراهيم بن منصور الذي يتابع دراسته بالسنة أولى باكالوريا مهنية بالثانوية التأهيلية "الحنصالي" بطنجة، كان قد كشف تعرضه لاعتداء عنيف من طرف رجل سلطة بمرتبة قائد رفقة عناصر بالقوات المساعدة، يوم 21 أبريل المنصرم، وذلك داخل المحل التجاري لوالده، أثناء حملة أمنية قامت بها السلطات ضد البائعين الجائلين "الفراشة" بحي بني مكادة. وأوضح التلميذ الذي يقوم بمساعدة والده في العمل كل نهاية أسبوع، أنه حاول إدخال بعض المنتجات التي كانت معروضة خارج المحل، قبل أن يقتحم قائد المنطقة المحل ويقوم بدفع الشاب ويصفه ب"الكلب"، وهو ما جعل الأخير يحتج، متابعا بالقول: "القائد قال لرجال القوات المساعدة "ديو عليا الكلب" وقاموا بالاعتداء علي داخل سيارة الأمن بالضرب المبرح على مستوى الرأس وكافة أنحاء جسدي، ما أدى إلى سقوطي في حالة غيبوبة والتسبب في عاهة مستديمة". القضاء والد التلميذ المذكور، وجه شكاية إلى الوكيل العام للملكة لدى محكمة الاستئناف بطنجة، اتهم فيها القائد المعني ورجال القوات المساعدة ب"محاولة اغتصاب ابنه والاعتداء عليه بالضرب المبرح، ما تسبب له في أزمة نفسية حادة"، مطالبا بإحالة المشتكى بهم على العدالة لتقول كلمتها في حقهم، لافتا إلى أنه يجهل سبب الاعتداء، خاصة أن ابنه "تلميذ مجتهد وموشك على احتياز الامتحان الجهوي، لكن المرض النفسي الذي تسبب له فيه القائد، حرمه من الوقوف على رجليه أو الحركة أو الكلام". الأب كشف في الشكاية أن الحادثة وقعت يوم 21 أبريل الماضي على الساعة 19:00 مساءً، حين كان الابن يقف بمحل والده بسوق بني مكادة، قبل أن يفاجئه القائد بالهجوم عليه ودفعه داخل المحل وأمر رجاله بحمله داخل سيارة القوات المساعدة، حيث أخذوه أمام سينما طارق واعتدوا عليه بالضرب، فيما أمر أحدهم بنزع سرواله بالقوة. وأوضحت الشكاية التي تتوفر جريدة "العمق" على نسخة منها، أن القائد قام بدفع الابن داخل المحل وأمر رجاله بحمله داخل سيارة القوات المساعدة، حيث أخذوه أمام سينما طارق واعتدوا عليه بالضرب، فيما أمر أحدهم بنزع سرواله بالقوة، مضيفا أن رجال السلطة "أشبوا ابنه ضربا مبرحا واحتجزوه ل3 ساعات، قبل أن يرموا به أمام سينما طارق في حالة انهيار عصبي وأزمة نفسية حادة". توقيف القائد وقررت وزارة الداخلية عبر ولاية جهة طنجةتطوانالحسيمة، توقيف القائد الذي اعتدى على التلميذ المذكور، وتسبب له في إصابة خطيرة، فيما رفض القائد المعني التعليق على الموضوع في اتصال لجريدة "العمق"، بينما دعا نشطاء إلى تنظيم احتجاجات تضامنا مع التلميذ المعتدى عليه. وأوضح بلاغ لولاية جهة طنجةتطوانالحسيمة، أن الأمر يتعلق بقائد الملحقة الإدارية 12 بحي مغوغة، وذلك إثر التحقيق الذي أمرت النيابة العامة بطنجة بفتحه في موضوع الاتهامات التي وجهها التلميذ إبراهيم بن منصور للقائد المذكور وبعض عناصر القوات المساعدة، بتعنيفه في أحد أحياء مدينة طنجة. وأشار البلاغ الذي توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، إلى أنه تقرر توقيف القائد عن مزاولة مهامه وإلحاقه بمصالح عمالة طنجةأصيلة بدون مهمة، كخطوة احترازية في انتظار ما ستسفر عنه الأبحاث القضائية قصد اتخاذ الإجراءات المناسبة على ضوء ذلك. جريدة "العمق" حاولت أخذ وجهة نظر القائد المعني حول الحادثة، إلا أنه رفض التعليق على الموضوع في اتصال لجريدة "العمق"، مكتفيا بالقول إنه لا يمكنه الحديث حاليا عن تفاصيل هذه الواقعة وتداعياتها. احتجاجات وأثارت واقعة اعتداء القائد رفقة أفراد من القوات المساعدة على التلميذ إبراهيم بن منصور بمدينة طنجة، غضبا واستياء عارمين على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما خرجت دعوات للخروج إلى الشارع للاحتجاج ضد "الحكرة والظلم والشطط في استعمال السلطة"، خاصة وأن الاعتداء خلف إعاقة جسدية وذهنية وانهيار عصبي للتلميذ. ودخلت هيئات حقوقية على خط حادث الاعتداء، مطالبين الدولة بفتح تحقيق ومعاقبة كل من تورط في الاعتداء، مشيرين إلى أن التلميذ تعرض لشلل شبه كامل في الحادثة، معلنين انتداب محامين لمتابعة الملف أمام القضاء. وكان المئات من تلاميذ الثانوية التأهيلية "الحنصالي" بطنجة التي يدرس بها التلميذ إبراهيم، قد احتشدوا رفقة نشطاء وسكان الحي، في وقفة احتجاجية تنديدا بحادثة الاعتداء التي تعرض لها زميلهم، مرددين هتافات تصف ما وقع ب"الحكرة والظلم"، مطالبين بمعاقبة المتورطين في الحادثة، حيث شارك في الوقفة التلميذ بن منصور من على كرسي متحرك رفقة والديه.