العبث السياسي تجلى، ولمسات التحكم الخارجي تتبدى، وشرعية الصناديق تتهاوى، ومظلة الحكم تتداعى، بينما الديموقراطية ثكلى، تستصرخ الأحياء والموتى، من فاعلين تأبطوا شرا فخلقوا الفوضى، بشنق القانون الأسمى، ومصادرة الإرادة العامة كما تنص الأدبيات السياسية المثلى. وهكذا تم وأد الأحلام الديموقراطية وغيرها في لحظاتها الأولى، بعد أن عشقت الطبيعة الفراغ الذي كانت تخشى، وتحولت بعض الأرقام إلى معجزة وآية صيرتالسياسية حية تسعى، تماما كعصا موسى. ألم تلتهم بعض الأرقام الأخرى، واشترطت شروطها الأنكى، فباتت في طرحها كفرعون الأطغى، بينما نبراس وأساس صوت بعض اللحى ظل كالحيارى، لولا أنصاح النقد الذاتي من مرقده و قام منتفضا ثائرا كالأسرى، الذين قرروا التمرد عن سجانهم الأدهى، ماظل ثابتا ثبات الفارس الأقوى، بعد أن كان محرك الدمى على قاب قوسين أو أدنى، من تحقيق مراده الذي ارتضى، وهو أن يردد الناس والجوعى ليلة الزينة :الجرار الذي تبدى، ذا الحظ الأوفى، على عرش السلطة استوى، إلا أن المغاربة الأوعى جرعواالحنظل والعلقم المر لكبيري بني آوى، الذي عوى فتبدى فآثر خلق الأزمة والفوضى، في مشهد يترنح تحت وطأة أزمة كبرى، ليعيق مشي الأمة أو الدولة بملء حذائها بالحجارة والحصى، ألا يكفي أننا في ذيل الترتيب والممشى، مقارنة مع الدول العظمى، أيحتمل تعليمنا والجوانب الأخرى كل هذه البلوى؟، ماذا عسانا نقول عن اقتصادنا الذي كاد يتعافى؟. لولا هذه الغصة التي صيرته الأضْوَى، فبات هزيلا ونحيفا فما الجدوى، أين الذي اسْتصْفَى عمود اللحى، من يخبره أن الأمر تَعَكَّشَ كطلسم استعصى، وتأبّى على أولي النهى من وَحَى له بالسفر وقت الهجير والجَوَى، قد أتى على عظام القوم وعيالهم فكيف باللحم الذي كَسَى، من يخبره أن الصّولجان الذي لا يهوى إلا الفُرَّى، هو تماما كفلاح أبى إلا أن يفصل الحب عن النوى، فأدمى الدمع بدل الزيت فانزوى معتزلا القوم سائرا في الدجى، كالضرير المسمى الأعشى. لقد تم تعليق العمل بالدستور الأسمى، فبتنا كتائه في الصحراء الكبرى، بلا زاد ولا بوصلة ولا حتى مأوى، وهكذا ضاع الزمن في اللحاق بالدول العظمى، فيا ويلنا من ساسة الألف المقصورة الحمقى، من يقينا من عاصفة رملية أعتى، قد تجتث الجذور والهياكل تترا، وتعطي الشرعية للفوضى، فنهدر الزمن مرة أخرى، وتضيع الفرصة في قيام دولة الحق والقانون الأسمى، واكتمال صرح البناء الحضاري لريادة الدول العظمى.