عندما تحل إحدى النوازل على مجتمعاتنا "العربية"، توجه أسهم "الإتهام" مباشرة تجاه شخصية ما أو جماعة أو ماشابه ذلك. ردة الفعل هذه أصبحت "طبيعية" لدينا بدل البحث عن الأسباب "الحقيقية" وراء ما يقع لأن هذه الطريقة كما هو معلوم لن تكلفنا لا وقت ولا مجهود. بسهولة تجدنا نوجه أصابع الاتهام نحو الآخر، قبل أن نحلل هذه النازلة وربما قبل أن تكتمل حلقاتها. هذا ما يسمى بنظرية "المؤامرة" التي تحدث عنها العديد من المفكرين في كتبهم، هذه النظرية مبنية على اتهام الآخر لأن هذا يريحنا بحيث لا نشعر أننا "مسؤولون" عما وقع. بالرجوع إلى شريعتنا سنجد أننا جانبنا الصواب باتباعنا لهذا المنهج فربنا عز وجل قال "قل هو من عند أنفسكم" وقال "وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا" أي أن الهلاك الذي أنزل الله عليهم إنما هو بظلمهم، وقال كذلك عندما تكلم عز وجل عن القرية التي كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا " فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون" سبب ما نزل عليهم هو ما كانوا يصنعون.