من مظاهر السنة الميلادية أن العالم بإختلافاته يحتفل برأس كل سنة ميلادية، في تعبير عن الثقافة الإنسانية المشتركة، قد تكون أسباب عديدة فرضت هدا التقويم على العالم إقتصادية أو سياسية أو غيرها، لكن من منضور إجابي نلمح توحد العالم في مناسبة إحتفالية بعام جديد تغيب فيها الفوارق المختلفة. تتعدد الطرق الإحتفالية بإختلاف المعتقدات و الثقافات، فهناك إحتفال مبني على أساس ديني أو على أساس ثقافي أو عرقي، كله يلمح إلى تجاوز هدا التقويم المسيحي من تقويم مرتبط بمولد النبي عيسى عليه السلام إلى تقويم عالمي معتمد لدى الإنسانية جمعاء، تشترك فيه الإنسانية بالوقوف عند هدا اليوم الفاصل بين سنة فائتة و سنة قادمة نتفكر فيه سنة ماضية بأحزانها و أفراحها و نتمنى حلول عام بملئ السعادة علينا. ما بين التحريم و الغلو في الإحتفال نشهد تحريض كبير من بعض دعاة الدين بتحريم الإحتفال أخدا بمعادات من يسمونهم كفار لربما هدا التحليل يكون غير دقيق ... و من جهة أخرى هده المناسبة تصبح عند البعض فرصة للفوضى و الفحش و طقوس شركية. من منضور الدين الإسلامي نرى أن الدين الإسلامي يبعدنا عن كل ما هي تقاليد ممارسة بمفهوم شركي، لكن رأس السنة الميلادي هو معتمد لدينا و نعمل به، بمعنى أننا نتشارك مع العالم فيه، لكن طريقة الإحتفال هي المحدد في تقليد العقائد الشركية، أما الوقوف عند هدا التقويم المعتمد عالميا كل رأس سنة و الإحتفال من منطلق ديني، إما بالصوم أو بالدعاء بدخوله على المسلمين باليمن و الفرح أو التصدق و خلق جو يسوده الفرح و السرور و إدخال البهجة و الفرحة، فهذا محبب في إطار عدم تقليد ممارسات شركية، فهدا إحتفال لا يشوبه شرك وهدا عين العقل و المنطق. و من منضور الغلو في الإحتفال تصبح هده المناسبة تعبير عن الفوضى والانحلال لدى البعض، إما إحتساء المشروبات المحرمة بإفراط أو الفحش خصيصا في هده المناسبة، و كدلك الجرائم التي تنتشر بهده المناسبة و غيرها من التقاليد التي قد تكون شركية في المعتقد الدين الإسلامي. و هذا و في الأخير نتمنى للأمة الإنسانية ثم الإسلامية عاما يسوده السلام و المحبة بحلول هده السنة 2017 و هدا رأي خاص منبني على تفكير حيادي و نحترم جميع الأراء و كل عام و أنتم بألف خير.