بتكريم عدد من رواد المجموعة التراثية "دقة السيف وأقلال"، انطلقت، مساء اليوم الجمعة، فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان التراث الشعبي بزاوية البركة بمدينة زاكورة، والذي تنظمه جمعية دقة سيف وأقلال للمحافظة على التراث بتنسيق مع جمعية البركة، تحت شعار "التراث اللامادي قاطرة للتنمية المستدامة". وخلافا للدورة الماضيةّ، استهل المنظمون فعاليات المهرجان بكرنفال تراثي متنوع شاركت فيه عدد من الفرق التراثية الفلكلورية من زاكورة وورزازات والرشيدية وتنغير وطاطا وتارودانت، جاب شارع الحسن الثاني الذي غص بالجماهير وصولا إلى ساحة حي زاوية البركة التي تحتضن فعاليات الدورة الخامسة. وعرف حفل الافتتاح حضور وفد رسمي يتقدمه عامل إقليم زاكورة بالنيابة، ونائب رئيس المجلس الإقليمي لزاكورة، ورئيس جماعة زاكورة. وأبرز محمد البشري، مدير الدورة الخامسة لمهرجان التراث الشعبي، في كلمة افتتاحية، أن "المهرجان يروم المحافظة على الموروث الثقافي والفني والتعريف به لكونه يعد مكونا أساسيا وتاريخ وحضارة منطقة درعة وحوض المعيدر". واعتبر البشري أن "هذه الدورة مميزة نظرا للتنوع الملحوظ في مواد برنامجها لاسيما حضور فرق من التراث الشعبي من خارج زاكورة، سعيا من إدارة المهرجان إلى إثراء التراث الشعبي الوطني". وأضاف أن "شعار الدورة يعبر عن الواقع الذي يعيشه المجتمع المغربي ويتماشى مع الاختيارات التي تنهجها الدولة في مجال التنمية المستدامة والتي يشكل فيها الجانب الثقافي حيزا مهما لما للتراث اللامادي من حمولة ثقافية وتراثية وازنة". من جهته، قال لحسن واعرى رئيس المجلس الجماعي لزاكورة، إن "التراث الشعبي له دور مهم جدا في شحذ العقل الجمعي ومده بالقيم، كما يساهم في الوعي العام للمواطنين والمواطنات". وناشد واعرى القائمين على التراث بشقيه المادي واللامادي إلى "بدل المزيد من الجهود من أجل الحفاظ على هذا الكنز الثمين الذي بدأ يندثر مع زحف العولمة والحداثة"، مؤكدا أن "بنود اليونيسكو لسنة 1975 كانت واضحة في هذا الشأن ودعت إلى الاهتمام بالتراث الشعبي". واعتزازا بأمجاد الأجداد، وفي لفتة إنسانية، كرم منظمو المهرجان ثلة من رواد فن "دقة السيف"، أبرزهم المرحوم الحاج الحسين بنحمو بن عبد العالي السيوطي البركي وهو من مواليد زاوية البركة سنة 1931 تعلم رقصة دقة "السيف" كسائر أقرانه حيث كان محبا شغوف بالتراث الشعبي وكان ملازما لشيخ المجموعة المرحوم محمد بن سالم بن يعيش الذي تسلم منه مشعل القيادة بعد وفاته سنة 1984. وحاز المكرم على عدة جوائز محليا ووطنيا ودوليا وجال بالفرقة في عدة دول منها نيجيريا وأمريكا واسبانيا والإمارات ومع تقدمه في السن سلم مفاتيح القيادة لمجموعة من الشباب، وتوفي أواخر 2017. ومن المكرمين أيضا، المرحوم با فضيل بن علي والخليفة البركي من مواليد 1942 بزاوية البركة التحق بمجموعة "دقة السيف" منذ صغره ورافقها في تجوالها بعدد من الدول إلى أن توفي سنة 2012، كما تم تكريم عائشة أيت بوخالف، من مواليد 1956 بزاكورة وهي من رائدات رقصة "دقة السيف" بالمنطقة. وعرف حفل الافتتاح كذلك، تكريم عدد من الشخصيات التي قدمت الشيء الكثير بزاوية البركة خاصة وبإقليم زاكورة بشكل عام، في مجال الصحة والتعليم، حيث سلمت للمكرمين شواهد تقديرية وتذكارات رمزية.