انطلقت، الخميس، بمدينة زاكورة، فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان زاكورة الدولي للمسرح، بمشاركة حوالي 10 فرق مسرحية تنتمي إلى 8 دولة مغاربية وأوروبية وإفريقية. وافتتحت فعاليات الدورة الحالية للمهرجان، والمتواصلة إلى غاية الأحد 10 من الشهر الجاري، بتكريم وجهين مسرحيين بارزين ينتميان إلى تجربتين مسرحيتين مختلفتين، الفنان المسرحي سعد الله عبد المجيد، والفنانة جميلة مصلوح، كاعتراف من منظمي المهرجان بالعطاء الفني الكبير خاصة في الحقل المسرحي. وحسب المنظمين فإن المسرحي المغربي الشهير، سعد الله عبد المجيد، (من مواليد الدارالبيضاء سنة 1954)، برز عبر سنوات طويلة ككاتب ومؤلف مسرحي وسيناريست طبع بصمته في العديد من الأعمال الناجحة، ويعتبر من بين أكثر الكتاب والمؤلفين المغاربة حضورا على الساحة الفنية. أما الفنانة المغربية الشهيرة جميلة مصلوح، فتميزت بإطلالتها المتميزة، من خلال أدائها القوي للشخصيات التي تجسدها، كما تميز أداؤها بالتنوع وعدم الوقوع في فخ النمطية، حيث تختلف مصلوح عن غيرها، بأنها دخلت عالم الدراما من باب المسرح الجامعي، حيث استهوتها الأدوار المركبة التي تعشق تقديمها لجمهورها على خشبة المسرح التي تعتبرها حبها الأول والأخير. كما احتفى المهرجان أيضا بالفنانة البولونية جوانا كبريكا، والفنان التشكيلي المغربي ابن مدينة زاكورة محمد بنور ومبارك السيمو رئيس فرقة دقة السيف وإقلال بزاكورة. وتتشكل لجنة تحكيم المسابقة التي ترأسها المخرجة المسرحية الجزائرية صباح الزيادي من الفنان المسرحي والمخرج نور الدين التوامي، سعيد لهنا مخرج ومؤلف مسرحي وحسن بوزيا فنان ومخرج مسرحي مغربي. وفي حديث له بالمناسبة، قال سعيد بشنى مدير مهرجان زاكورة الدولي للمسرح، إن الدورة الحالية لهذا الحدث الثقافي تتطلع من خلال استضافة فرق مسرحية من بلدان مختلفة، إلى الانفتاح على مدارس وتجارب مسرحية متنوعة، وإعادة بناء قنطرة بين الجمهور وفن المسرح، والمساهمة في النهوض بالإنتاج المسرحي وتشجيع الشروط المناسبة للإبداع وتبادل الخبرات في فن المسرح الذي بدأ يحقق انتشارا واسعا على مستوى المنطقة. المتحدث أضاف أن ما يميز دورة هذه السنة التي تنظم تحت شعار "زاكورة ملتقى القوافل المسرحية"، هو إعادة البعد الإفريقي لمدينة زاكورة التي كانت في السابق ملتقى للقوافل التجارية القادمة من الساحل وجنوب الصحراء، من خلال إعادة هذا الوهج التاريخي لحاضره درعة عبر ''القوافل المسرحية'' والفن والابداع. وأكد المتحدث، أن الدورة تسعى لربط المغرب بعمقه الإفريقي، وإعادة إحياء الروابط الثقافية والفنية والإنسانية مع الأشقاء الأفارقة، بالموازاة مع الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها المملكة من أجل العودة بقوة للساحة الافريقية. وتعرف هذه الدورة مشاركة دول إفريقية وأوروبية، بالإضافة إلى فرق وطنية محترفة، وكذا تنظيم ورشات فنية يؤطرها أساتذة دوليين وورشات في الموسيقي والفيلم القصير والفنون التشكيلية. وتهدف هذه التظاهرة الثقافية، حسب المنظمين والتي تنظم بتعاون مع المجلس الإقليمي لزاكورة، جهة درعة تافيلالت والمديرية الجهوية لوزارة الثقافة، إلى المساهمة في النهوض بالإنتاج المسرحي وتشجيع الشروط المناسبة للإبداع وتبادل الخبرات في فن المسرح الذي بدأ يحقق انتشارا واسعا على مستوى المنطقة. ويتضمن برنامج هذا المهرجان تقديم عروض مسرحية لمختلف الفرق المشاركة تهم "المجدوبية'' لمحترف 21 للمسرح بالدارالبيضاء، مسرحية ''d'exile en exile'' للفرقة جينيف السويسرية، مسرحية ''SILENCE SUR HURLEMETS'' لفرقة IMPACT الفرنسية، مسرحية " الأرامل" لشركة الأسطورة للإنتاج تونس، عرض مسرحية "الحكرة" لفرقة المشهد المسرحي القنيطرة ، مسرحية" اونتيكون" لفرقة Art-gana بأكادير. ويشمل أيضا تنظيم ندوة حول"السياحة التضامنية في خدمة ثقافة الواحة" يؤطرها كل من الدكتور عزيز حلاوة والاستاذ رضوان الهكاري عن فرع المرصد الدولي للتراث القروي جنوب شرق المغرب بفرنسا، كما سيستمتع الحضور، إلى جانب العروض المسرحية، بمعرض للفنون التشكيلية وورشات في الموسيقى والسينما وإعداد الممثل، يؤطرها فنانون وأساتذة من فرنسابولونيا وسويسرا، ومؤطرين مغاربة آخرين.