كشف عبد الصمد بلكبير الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي ذو التوجه اليساري، عن إحدى زيارته السرية للشيخ عبد السلام ياسين مؤسس جماعة العدل والإحسان "بإيعاز من العهد الجديد"، يطالبه فيها بدعم الانتقال بعد تولية الملك محمد السادس أواخر التسعينات من القرن الماضي، كما كشف عن مضمون الحوار الذي جرى بينهما يومها. وأفاد بلكبير خلال حديثه أمس الأحد في حفل تأبين عبد السلام ياسين، نظمته الجماعة بمقرها بسلا في الذكرى الثالثة لرحيله، أن عبد السلام الراحل شبه قيادات اليسار بالضباط الذين فقدوا جيوشهم، في إشارة إلى فقدان اليسار للشعبية، في وقت شبه الإسلاميين أنهم جنود بدون ضباط، وهو ما اعتبره بلكبير تواضع من الشيخ ياسين. وأضاف المتحدث أن الشيخ ياسين دعا أن تلتحق قيادات اليسار بصفوف الإسلاميين، وقال له يومها: " والقاعدة تقتضي أن يلتحق الضابط بجنوده لا العكس"، وهو ما جعل بلكبير يصف الراحل بأنه "عقل سياسي جبار يذكرك ببنخلدون مكيافيل ومنتسكيو وديدرو، وخلاص سيدنا محمد وسنته ذاك أمر مؤكد". وقال البرلماني السابق عن حزب الاتحاد الاشتراكي، أنه دعا عبد السلام ياسين خلال الزيارة ذاتها إلى دعم انتقال السلطة بعد تولية الملك محمد السادس خلفا لأبيه الحسن الثاني، وأنه قال بالحرف لمؤسس الجماعة ذات التوجه الإسلامي: "إذا كانت للحسن الثاني من فضيلة فهي أنه أبعد ابنه عن جرائمه، وخصصه لشؤون أخرى، فلا عتاب عليه في تاريخ الدولة، ولذلك علينا أن نساعده". واسترسل بلكبير مخاطبا الشيخ ياسين "وأنت تعرف أن الانتقال فيه معضلات أخطرها أن الحرس القديم الذي لا ينسحب بسهولة والملك لا يستطيع أن يرفع رجله عن الحرس القديم إذا لم يجد من يدعم انتقاله، وليس في المغرب من يستطيع أن يدعم انتقاله غير العدل والإحسان لأنه الأكثر شعبية ومصداقية".