تتميز مدن الجنوب المغربي، بغنى وتنوع تقاليدها وكذا طقوسها المتبعة سواء من حيث الأعراس أو الأطباق المقدمة بل وحتى موسيقاها. ومن الأشياء التي تتميز وتشتهر بها مناطق الجنوب، الشاي أو "أتاي" الذي يعد من أهم المشروبات التي يستهلكها الصحراويون، فلا تجد أي طاولة أو كما يسمى في الصحراء "الجلسة" دون أن تصاحبها "طبلة" أو "الصينية"، إذ لا يشرعون في الحديث ومناقشة المواضيع المختلفة دونه. ولتقريب الصورة أكثر حول طريقة إعداد هذا المشروب الذي له طقوس خاصة، التقت جريدة "العمق" بيحيى أحد شباب مدينة العيون، الذي سرد لنا أهم خطوات إعداد الشاي الصحراوي، والذي صرح لنا أن الضيوف الأجانب سواء مغاربة الداخل أو السياح القادمين إلى المنطقة، يرحب بهم بتقديم هذا المشروب أي "كنكبروا "، هم حسب تعبيره، مضيفا أن الصحراويين "يتييو" أي يحتسوا الشاي لثلاث مرات في اليوم الواحد. قواعد "جيمات أتاي الثلاثة" لتحضير "أتاي" الصحراوي يقول يحيى، قواعد يجب إتباعها، وتتمثل بالأساس في "جيمات أتاي الثلاثة"، وهي الجيم الأول وهي "الجر" ويقصد بها طول المدة الزمنية لتحضير الشاي، ثم الجيم الثاني وهي "الجماعة" وتتمثل في ضرورة تحضير الشاي بحضور الجماعة التي تكون من مستوى متقارب في الفكر وتناقش مواضيع مختلفة بشكل متنوع، ثم الجيم الثالث وهو "الجمر" أو الفحم الذي "يطبخ" فوقه الشاي.. مكونات الشاي وحول مكونات تحضير "أتاي"، أكد يحيى لجريدة "العمق"، على ضرورة توفر كل من "الوركة" وهي حبييات الشاي والذي يجب أن يكون "شعرة" ومن الذوق الرفيع المستوردا من الصين، ثم ثم "ماء الغذير" وهو ماء المطر، و"الفرنة" أو المجمر ثم "الطبلة" او الصينية والتي يجب أن تضم كل من كؤوس الشاي الصغيرة، مع "براد" أو إبريق شاي، ثم "الربيعة" وتحتوي على السكر وأتاي والنعناع. طريقة تحضير "أتاي" الصحراوي لتحضير الشاي يقول يحيى، يقوم "القيام" وهو الشخص الذي يتكلف بإعداد الشاي، بوضع مقدار من "الوركة" أو حبيبات الشاي في "البراد" ويسكب عليها ماء "الغدير" المغلي، ثم يوضع على الجمر لكي يغلي، ثم يسكب في كأس لكي "يتشلل" ثم تضاف كمية أخرى من الماء ونتركه بعد ذلك يغلي، ليضاف إليه السكر ويقلب في الكؤوس، إلى أن يصبح جاهزا للتقديم ، ب"الكشكوشة" وهي رغوة الشاي. وشدد يحيى أن 3 "برارد" يتم شربها في الجلسة الةاحدة، ف"البراد" الأول يكون "قاصح" والثاني "معتدلا" والثالث "حلو". الشعر الحساني ..مرافق جلسة الشاي أكد الشاب الصحراوي يحيى لجريدة العمق، أن جلسة "أتاي" الصحراوي، لا تخلو من ارتجال للشعر الحساني ونظم سريع للقصائد، والتي تكون في غالبيتها غزلا