انطلقت فعاليات العملية التواصلية الميدانية لقافلة السلامة الطرقية التي تشرف عليها اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، بمحاكاة نموذجين من حوادث السير باستعمال حزام السلامة، وذلك صباح اليوم الجمعة بالمحطة الطرقية للرباط "القامرة"، بحضور الوزير المنتدب المكلف بالنقل نجيب بوليف، والكاتب الدائم للجنة الوقاية من حوادث السير بناصر بولعجول، وممثلي وسائل الإعلام. النشاط الذي يُنظم بمناسبة تخليد اليوم الوطني للسلامة الطرقية، عرف عرض جهازي محاكاة انقلاب سيارة واصطدام أخرى باستخدام حزامة السلامة، وذلك بسرعة تراوحت ما بين 5 و8 كيلومتر في الساعة، حيث انخرط في التجربتين صحافيون وأطر بالوزارة للتعرف بشكل عملي عن كيفية حماية الركاب باستخدام الحزام في حالة وقوع حادثة سير. الكاتب الدائم للجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير بناصر بولعجول، أوضح في تصريح له، أن هذه التجربة تحاول أن تقرب صورة الوضع في حالة حوادث السير الحقيقية، مشيرا إلى أن المشاركين في هذه المحاكاة شعروا بصعوبة العملية رغم استعمال سرعة ضعيفة، متسائلا بالقول: "فماذا لو قمنا بتجربة انقلاب سيارة أو اصطدامها بسرعة 50 أو 60 كيلومتر في الساعة؟". وأوضح المتحدث أن السرعة التي استخدمت في التجربتين لا تتعدى سرعة المشي السريع، لافتا إلى أن الركاب يستمرون بنفس سرعة السيارة بدون حزام السلامة في حالة وقوع حصر أو توقف فوري، سواء في انقلاب سيارة أو اصطدامها، وهذا معطى علمي واضح. وكشف بولعجول أن الهدف من هذه التجربة هو إبراز أهمية استعمال حزام السلامة داخل السيارات والحافلات في إنقاذ عدد كبير من الأرواح، مشيرا إلى أن اللجنة تطمح إلى الوصول لنسب متقدمة جدا في استعمال الحزام خاصة في بالمقاعد الخلفية خارج المدار الحضري، موضحا أن هذه النسبة لا تتجاوز حاليا 50 في المائة. وتابع بالقول: "استعمال حزام السلامة يقلص نسبة الوفيات ب50 إلى 60 في المائة، فلو تم احترام الحزام لكنا قد ربحنا نصف الأرواح التي تزهق على الطرقات كل عام، لذلك لا يجب التعامل مع استعمال الحزام كضرورة قانونية مخافة الغرامة، بل نراهن على تغيير السلوك واستعاب بعض القواعد القانونية والتعامل معها بمنظور إيجابي وليس الخوف من العقاب". من جهته، قال الوزير المنتدب المكلف بالنقل نجيب بوليف، إن هذه القافلة ستصبح عادة مكانية وزمانية من أجل تتبع مجموعة من الأنشطة بحضور الجسم الصحافي، وذلك بهدف تمرير مجموعة من الرسائل للمواطنين على أن السلامة الطرقية هي مسألة حياة، مضيفا أن القافلة انطلقت بتجربة المحاكاة ثم التبرع بالدم، إضافة إلى أنشطة تقنية وعمليات تدشين، مشددا على أن الهدف هو جعل السلامة الطرقية مسألة المجتمع ككل. وبعد أن أشرف على توزيع الخوذات الواقية الخاصة بالدراجات الهوائية والأشرطة العاكسة للضوء، على تلامذة مدرسة "المنظر الجميل" بالمحمدية، صباح اليوم، وذلك في عملية تنخرط بها المؤسسات التعليمية بالعالم القروي وتشمل توزيع 30 ألف خوذة، اعتبر بوليف أن "التربية والتعليم هو مدخل أساسي في السلوك الطرقي والتأثير الإيجابي على السلامة الطرقية". وأضاف في تصريح له، أن جميع المدارس المنخرطة في مشروع "جيل السلامة" تحاول التركيز على الطفل "باعتباره رجل المستقبل ليكون له آليات فهم السلوك البشري والتعامل مع السلامة الطرقية"، لافتا إلى أن هناك استجابة من طرف التلاميذ، وتوزيع الخودات عليهم يأتي لتحسيسهم على أن هذه العملية مسألة أساسية في الحفاظ على الحياة، وفق تعبيره. وتابع بالقول: "رهاننا في استراتجيتنا خلال العشر سنوات المقبلة، التركيز على الأطفال الصغار لإعطائهم الوسائل الضرورية لفهم السلوك الطرقي عبر تعليمات نظرية وتعبيرات تربوية لاستعاب السلامة الطرقية، مع انخراطهم في الحلبة النموذجية قصد الخروج من النظري إلى الواقع في الحياة العادية". القافلة الطرقية ستعرف مساء اليوم تدشين مركز تسجيل السيارات الجديد بآسفي، قبل الذهاب إلى مراكش، غدا السبت، للإشراف على عملية "المدرسة الآمنة"، وتوزيع الخوذات لفائدة التلاميذ سائقي الدرجات الهوائية، مع تقديم حصيلة إنجاز البرنامج الخاص بتهيئات السلامة الطرقية بالجهة وكذا برنامج العمل المقترح في 2018، وإعطاء انطلاقة أشغال تهيئة ملتقى الطريق المداري لمدينة مراكش والطريق المؤدية إلى التجمع السكني الآفاق. كما ستعرف القافلة بمراكش تقديم انجاز اتفاقية الشراكة المبرمة بين وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء وجماعة مراكش وولاية جهة مراكش أسفي للنهوض بالسلامة الطرقية في مدينة مراكش، مع عملية الفحص الطبي لفائدة سائقي حافلات النقل العمومي للمسافرين بالمحطة الطرقية بمراكش بشراكة مع الجمعية المغربية للأطباء المعتمدين للإدلاء بشهادة القدرة على السياقة (ASMAMAP)، وعملية التبرع بالدم.